انتهازية حزب الإصلاح
الجمعه 24 يوليو 2020 - الساعة 12:18 صباحاً
عيسى الفهيدي
مقالات للكاتب
اسوء ما يقوم به في اليمن اليوم انه يشرعن لجميع الاختلالات لا انه يواجهها كما يدعي برفضه لبعض منها ، طالما لا يأتي رفضه لأي حالة اختلال يقف بالضد منها، إنطلاقاً من معايير تستند لثوابت وطنية مشتركة، تستوجب عليه بدءً عملية التأسيس لها، ليُصبح إلزام المكونات اليمنية باي خيارات او مسارات بديلة امراً مقبولاً ومنطقياً لا يحتمل اللبس.
عندما تأتي وفقاً لثوابتهم الوطنية المشتركة، لا كما يقوم الإصلاح اليوم وهو يسعى لفرض خياراته الخاصة على بقية المكونات دون أن يستند لأي ثوابت وطنية مشتركة، ما يجعله في حاجة دائمة لإهدار الوقت والجهد والكلفة لخوض معارك ما من قيمة حقيقية لها، كونها لا تؤسس لمستقبل يجد جميع اليمنيون انفسهم فيه، فلا يضطروا للبحث عن خيارات ومسارات اخرى بعيداً عن ما يفرضه عليهم الإصلاح.
وبذلك يجد الإصلاح نفسه بعد ذلك امام مواجهة هي في الاساس من صنيعته لا كما يدعي انها تأتي في سياق المؤامرة عليه، وما من سبيل له في خوضها إلا بحشد كافة إمكانياته وطاقاته لتضليل وتزييف الراي العام، ومن هنا بالذات تجد الخيارات الاخرى والغير مُستندة على الثوابت الوطنية المشتركة المجال امامها مفتوحاً كذلك طالما وعملية التنافس التي تخوضها الخيارات والمسارات لا قواسم وطنية مشتركة فيما بينها، ما يجعل اي حديث عن خوض معارك وطنية في ظل غياب تلك الثوابت الوطنية المشتركة ليس إلا حالة من حالات الانتهازية التي تستدعي السخرية والتندر فقط.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك