الصراع في تعز  

الثلاثاء 11 أغسطس 2020 - الساعة 07:39 مساءً

 

أسوأ ما يحدُث في تعز ان يظل الصراع فيها دونما مُعايير عامة معلومة ومُحددة، لا مُجرد عناوين فقط، فيما واقع تعز لا يُسيطر عليه سوى البؤس بجميع عناوينه وادواته ومظاهره.

 

هناك وجهات نظر عديدة ومختلفة في تقييم الاسباب الحقيقية التي انتجت واقع تعز البائس، ومنها كذلك يكون  بقاء واستمرار البؤس في تعز، طالما وان لا معايير عامة معلومة ومُحددة، يستند الناس اليها، بدلاً من حالات التعصب والتمترس والتي لا تستفيد منها سوى المشاريع الخاصة فقط، وبالضد من مصالح تعز العامة.

 

غياب وتغييب المعايير المعلومة المُحددة هو من رسم ويرسم خارطة الصراع في تعز، وبذلك ستبقى ساحة دائمة جاذبة للصراعات، وإن كانت جميعها بإسم تعز، إلا انه لا وجود حقيقي لتعز يُحاكي تطلُعات وآمال أبنائها، من خلال مشروع وطني حقيقي، كان وما يزال غالبية أبنائها يقدمون غالي التضحيات في سبيله، ولأجله اصبحوا وبشكل دائم عُرضة للتشيت والتجريف من قبل المشاريع الخاصة المُستغلة لإيمانهم وإندفاعهم للمشروع الوطني، طالما ظلت أحكامهم على المواقف والاحداث تنطلق من خلال التقييمات التي تُطلقها تلك المشاريع الخاصة وبما يخدم مصالحها، لا من خلال المعايير العامة المعلومة والمُحددة والتي وبها فقط تتحقق مصالح تعز وأبنائها في ظل مشروع وطني جامع.

 

وعليه :

ستظل تعز غارقة في دوامة لا تنتهي من الصراعات، طالما ومن يتحكم بمسارات الصراع فيها المشاريع الخاصة، لا بوصلة واحدة تصيغها المعايير العامة المعلومة والمُحددة، حتى تتمكن تعز وأبنائها من إنهاء حالة التشتت والانقسام المُراد بقائها فيه، خدمة للأجندات الخاصة المحلية منها والخارجية والتي لا ترى من مشكلة إن ظل واقع تعز بهذا البؤس ويتكبد ابنائها مرارته وبرغم ما قدموه ويقدموه من تضحيات.

 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس