مديح الاستعمار يعزز من بقاء الدولة السلطانية
السبت 07 نوفمبر 2020 - الساعة 07:26 مساءً
محمد ناجي أحمد
مقالات للكاتب
في قناة سهيل يقارن الأخ الكاتب والشاعر عادل الأحمدي بين عهد الإمامة وعهد الاستعمار التركي في اليمن فيقول بأن الإمامة لا تعيدنا إلى الوراء لأن الوراء العثماني في اليمن كان عصر ازدهار وتطور، فيه التصنيع وتعليم الفتاة اليمنية وسكة حديد في الحديدة ومستشفيات ومدارس الخ!
كأي استعمار كانت المدارس المتوسطة التي افتتحها الاستعمار العثماني في اليمن من أجل تخريج كتاب يخدمونه، والبعثات التي كان يرسلها للدراسة في تركيا كانت من أجل مخرجات تخدم الجيش الاستعماري في اليمن!
وكذلك بداية مشروع سكة حديد تربط الحديده بجدة كان لذات الهدف؛ أي تسهيل حركه وتنقلات الجيش العثماني في المنطقة، ولم يتم إنجاز مشروع سكة الحديد في الحديدة بسبب الحرب العالمية الأولى، فقد نهبت القبائل التابعة للإدريسي قضبان السكة الحديدية التي لم تكتمل!
نقلت في سياق نقدي ما ردده ويردده الكثير من المتشيعيين للأستعمار التركي ويرونه فتحا مبينا!
وجود مدرسة لإعداد القليل من الكتبة الذين يخدمون في الجيش التركي والادارات التركية ليس مدارس للشعب، ثانيا كان مشروع السكة الحديدية لتسهيل حركه الجيش وكان مشروعا ولم يتم تنفيذه في اليمن، ثالثا استمر الاستعمار التركي منذ القرن السادس عشر وإلى القرن العشرين ولم يترك سوى التخلف والجهل والعنصرية والفساد والرشوة وجعل من الولايات العربية مصدر جباية وتجنيد لحروبه.
ليس هناك مدارس وإنما سنجد مدرسة في سنجق تعز ومدرسة في سنجق صنعاء وكذلك حال المارستانات...
وكما قلت فقد كانت مدارس لتعليم القراءة والحساب أي إعداد الكتبة والموظفين الذين يحتاجهم الجيش والجباية...سكة الحديد كانت في سياق الحرب العالمية الأولى ومتطلباتها ...الجيش كان يأتي عن طريق البحر وليس عن طريق الجو! والربط بين جدة والحديدة كان لهذا الغرض العسكري...
وبالنسبة للمخا فقد كان ميناء عالميا قبل سيطرة الأتراك عليها وقبل احتلال الاستعمار البريطاني لعدن، وبعد الاحتلالين تمت إماتة ميناء المخا وغادر سكان المخا للعمل في ميناء عدن...
بالنسبة للمدارس كما قلت سابقا سواء كانت فنيه أو لتعليم أساسيات القراءة والحساب، لم تكن مدارس لتعليم الشعب وإنما لتوفير متطلبات الاستعمار التركي وهو هنا يأتي بدرجة تالية لما صنعه الاستعمار البريطاني في عدن حين فتح مدارس ومستشفيات وبنوك في مساحة ضيقة لا تتجاوز بضعة كيلو مترات لما يخدمه فقط، وستجد من يمجدون الاستعمار البريطاني وعهده كما تمجدون الاستعمار التركي وخازوقه...
كانت مشكلة الجيش التركي في الكمائن وبطء حركته لمواجهة التمردات في الداخل...لم تكن اليمن بلدا مصدرا بل إن البن فقد قيمته مع وجود البن في دول أخرى، ولهذا فمشروع السكة الحديد كانت ضمن متطلبات الحرب العالمية الأولى ومواجهة انتفاضات الداخل اليمني ...
هذا الاستعمار الخازوق، خوزق في كل قرية وجهة في اليمن كل من انتفضوا ضده وخلس جلودهم ونهب أموالهم، قضى على مشيخ متمرد ضده وصنع له مشيخ وقائمقامات في خدمته يسومون الناس سوء العذاب...
بخطاب رغبوي يهيء قابلية للاستعمار لن تواجهوا الإمامة كما تتمظهر اليوم في صورة تطييف استعماري، ولكنكم تختلقون معركة مع الماضي الإمامي لصالح تطييف اليوم...
ما عشناه في عهد الإمامة هو جزء من النظام الإقطاعي وشبه الإقطاعي وليس نسقا لا تاريخيا وغرائبيا، وما نعيشه اليوم من تخادم طائفي بين المذهبي والمناطقي والجهوي هو صناعة استعماريه بامتياز، ولن يتم إسقاطه بالاحتفاء باستعمار تركي كان أكثر أنواع الاستعمار تخلفا وعنصرية في لغته وتتريكه وأوهامه العرقية، ودموية واستعبادا للفلاحين، بل إن ما اضافه الاستعمار التركي من أنواع التعذيب والتنكيل لما أورثته الامبراطوريات قبله شيء كثير لا يبدأ بالخازوق فقط وسلخ الجلد من الجسد ولا ينتهي عند الرهينه المثلثة، من ابن وأخ وابنة!
عودوا إلى كتاب الموزعي(دخول اليمن في مملكة آل عثمان) وهو قاض ومؤرخ من المشايعين لآل عثمان، وانظروا إلى أساليب التعذيب والرهينة المثلثة والانتفاضات الفلاحية والمقاومة ضد الاحتلال التركي.
اقرؤا كيف تمت مواجهة هذا الاستعمار في لواء تعز (سنجق تعز) ناهيكم عن صنعاء وشمال الشمال!
لوكان الاستعمار التركي عصرا ذهبيا لما كانت اليمن له مقبرة!
في كل مراحل الاستعمار التركي كان يأتي عشرات الآلاف فلا يبقى منهم على قيد الحياة سوى آلاف، حتى أن دفتردار مصر في القرن السادس عشر قال بما معناه ما رأينا مسبكا مثل اليمن كلما أرسلنا إليه جيشا ذاب...حينها أرسلوا ثمانين ألفا لم يبق منهم سوى سبعة ألف فقط:
«ولقد سمعت المرحوم أحمد جلبي المقتول (دفتردار مصر) يفاوض المرحوم داود باشا في حدود سنة 953 فقال: ما رأينا مسبكاً مثل اليمن لعسكرنا، كلّما جهزنا اليه عسكراً ذاب ذوبان الملح، ولا يعود منه الا الفرد النادر، ولقد راجعنا الدفاتر في ديوان مصر من زمان ابراهيم باشا الى الآن، فرأينا قد جُهّز من مصر الى اليمن في هذه المدّة ثمانون ألفاً من العسكر. لم يبقَ منهم في اليمن سبعة آلاف نفر»
(قطب الدين النهروالي: «البرق اليماني في الفتح العثماني»، تحقيق حمد الجاسر، دار اليمامة، الرياض، 1967).
وأما عن الاحتلال العثماني في الشام وما صنعه هناك فحدث ولا حرج!
ترك الاحتلال العثماني بصمات دموية في كل الجغرافيات العربية، فلا تمجدوا غاز بحجة مواجهة الطائفية في اليمن، أنتم بهذا النهج تكرسون وبتخادم واضح كل أشكال التسلط.
فالاستعمار الداخلي لا يوجه باستعمار وتمجيد الاستعمار الخارجي، علما بأن الحدود الوهمية بين الاستعمارين لا تخفى على من أمعن النظر وربط الاسباب بالنتائج والمقدمات بالغايات التي أُلنا إليها!
▪ من صفحة الكاتب على الفيس_بوك
imigife
2021-April-17http://gcialisk.com/ - online cialis
Nachity
2021-July-17cialis on line