وجهة نظر حول دولة الدين ودولة الحياة
الجمعه 20 نوفمبر 2020 - الساعة 09:50 مساءً
عيسى الفهيدي
مقالات للكاتب
دولة الدين : موعدها يوم الدين بعد قيام القيامة
- والُملك فيها : للحق وحده سبحانه وتعالى، مالك الملك
(وَهُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَیَوۡمَ یَقُولُ كُن فَیَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِۚ عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِیمُ ٱلۡخَبِیرُ) صدق الله العظيم .
- نظام الحكم فيها : الحق وفقاً للحقائق المُطلقة، فهو قائم على علم مُطلق بظاهر الأمور وبواطنها، وقدرة مُطلقة على تنفيذ أي حكم بشكل مباشر وحاسم وسريع لا يحتمل الخطأ نتيجة قصور في العلم والقدرة، وبذلك لا وجود للظلم فيها مُطلقاً .
...
دولة الحياة : موعدها: بدءً من خلق الحياة وحتى قيام القيامة
- الُملك فيها: للإنسان حيث يرثها وفقاً لقوانين وسنن الحياة التي وضعها الخالق سبحانه وتعالى، بإعتبار الإنسان خليفة له فيها، كي يقوم بإصلاح ما فسد منها، نتيجة لما كسبت أيدي الناس، لتكون مسألة توريث المُلك في الحياة مُرتبطة بشكل أساسي بالقدرة على إصلاح ما يُفسد منها.
(وَلَقَدۡ كَتَبۡنَا فِی ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ یَرِثُهَا عِبَادِیَ ٱلصَّـٰلِحُونَ) .
- نظام الحكم فيها: نسبي بين العدل والظلم وفقاً لمعلوم ما، يتحكم في صياغته الإنسان إنطلاقاً من بواعث مُتعددة ومُختلفة، تحمل في مضمونها وجوهرها بعض من الجوانب التالية ( القيم،الدين، العلم، الآنا ... )، كما يكون لعدم إدراك الإنسان ووعيه بالحياة بشكل كُلي ومُطلق، الآثر الكبير في إقامة العدل بشكل مُطلق، وهنا تتجلى أهمية البحث والقراءة وخوض العديد من التجارب في سبيل تنمية وتطوير إدراكه ووعيه بالحياة ليقوم بأحسن الأعمال فيها.
(ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَیَوٰةَ لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡغَفُورُ) صدق الله العظيم .
وعليه:
▪ أقامة دولة الدين في الحياة أمر مستحيل، ذلك بأن الأمر يتطلب علم وقدرة مُطلقة، وهذا ما لن يصل اليه الإنسان للأسباب التي تم ذكرها، ولذلك تم تأجيل قيامها ليوم الدين فالحق سبحانه وتعالى وحده القادر على ذلك.
▪ أقامة دولة الدين في الحياة في ظل معرفة وقدرة قاصرة، وبما يجعل قيام الحق بشكل مُطلق أمر مُستحيل لا يُمكن تنفيذه، وحتى لا يبدو الخلل في دين الخالق، بل أنه نتاج إنساني نتيجة لمعرفة وقدرة قاصرة، عملية تنميتها وتطويرها مسؤولية الإنسان في هذه الحياة، وهذا لا يعني انه سيتمكن من إقامة دولة الدين، او انه يتوجب عليه إقامتها نتيجة لتنميتها وتطويرها، بل ليقوم بدوره بعد ذلك كإنسان، حدده الخالق سبحانه وتعالى وحصره بالأعمال الصالحة .
▪ إقامة دولة الدين في الحياة تجعل الأمر وكأنه نزاع بين الخالق سبحانه وتعالى وبين بني البشر لا انه بين بني البشر فيما بينهم، ليبدو العجز في إقامة دولة الدين وكانه عجز ألهي لا عجز إنساني لذات الأسباب التي تم ذكرها الخاصة بالإنسان .
# من صفحة الكاتب على الفيس_بوك