مأرب . . . آخر قلاع جمهورية سبتمبر
الاحد 14 فبراير 2021 - الساعة 12:15 صباحاً
د.عيدروس نصر
مقالات للكاتب
لم يخطر ببال أي ثائر من ثوار سبتمبر، ولا أي من أبنائهم ولا أحفادهم أن يأتي يومٌ يحلم فيه المواطن اليمني بالعودة إلى زمن الجمهورية، وأن تتحول صنعاء إلى عاصمة لأحفاد حميد الدين، حكاماً يتصرفون بمصيرها لا مواطنين يقطنونها كسائر ساكنيها، لكن هذا ما حصل في زمن الجمهوريين المقَلَّدِين حينما سقطت صنعاء ومعها أكثر من 12 محافظة شمالية دونما أية مقاومة تذكر عندما كان هؤلاء الجمهوريون يبحثون عن ملاذات شخصية تحميهم من شرور أعداء الجمهورية والثورة السبتمبريتين.
كانت مأرب منذ اليوم الأول من المناطق التي عجز الانقلابيون عن الوصول إليها، ويعود الفضل في ذلك إلى إباء أهلها ورفضهم الانصياع للطغيان والعنصرية والسلالية، وقد تمكنت المقاومة الأهلية في مأرب من ردع الجماعة الانقلابية، وكسر كل محاولاتها الاقتراب من المديريات الغربية من المحافظة، حتى أوصلتهم إلى مناطق نهم، وسيطرت (المقاومة) على فرضة نهم الاستراتيجية التي تعتبر البوابة الشرقية لصنعاء المحافظة، ونقطة الانطلاق نحو صنعاء العاصمة.
سقوط مدينة الحزم وكامل محافظة الجوف، وفرضة نهم ومديريات مأرب الغربية ومديريات البيضاء الشمالية بأيدي الجماعة الحوثية منذ نحو عام ترك عشرات الأسئلة ما تزال بدون أجوبة حتى اللحظة، لكن الأمر الوحيد المؤكد هو أن أبناء مأرب والبيضاء والجوف لم يكونوا سبباً في تفوق الجماعة الحوثية وإحرازها ما أحرزت من المكاسب المجانية، وعلى "الجيش الوطني" أن يتحرى عن سبب هذه الهزيمة التي تعرض لها على أيدي قياداته التي لم تحقق نصراً واحداً على الجماعة الحوثية منذ 17 عاماً خلت، إذ كل الانتصارات المحققة تمت فقط على أيدي المواطنين الأبطال الذين أظهروا من المهارة والاحتراف والوطنية والبطولة والوفاء ما لم يظهره القادة الذين أصابهم الاسترخاء بالتخمة المزمنة.
فشل "الجيش الوطني" في حماية مدينة مأرب فاستنجد بالأهالي من مأرب وشبوة وأبين وبقية المحافظات المجاورة (مثل كل مرة)، ويقيني إنه لولا " الجيش الوطني" لكان أبناء مأرب والجوف والبيضاء وكل المحافظات اليمنية قد أوصلوا الحوثي إلى عقر داره في جبال مران، لكن هذا الجيش ما إن يتدخل قادته حتى تحل الهزيمة وتنكسر مقاومة الأهالي، أمام عدوان الانقلابيين ومجاميعهم .
لدي يقين أن أبناء مأرب (المحافظة والمدينة) يمتلكون من القوة والشجاعة والإرادة ما يمكنهم من صد العدان ورد المعتدين على أعقابهم خاسئين، بشرط أن يحصلوا على الإمكانيات والوسائل التكنيكية واللوجستية التي يستحوذ عليها القادة الذين لا يجيدون ولا يريدون استخدامها.
مأرب هي آخر ما تبقى من قلاع جمهورية سبتمبر فإن سقطت فقد سقطت سبتمر الثورة والجمهورية لكنها لن تسقط ولن تنكسر ما دام بها من الأباة والصناديد من أثبتوا قدرتهم على صد العدوان وسحق المعتدين على مدى ست سنوات خلت.
مأرب ستصمد وستنتصر ولو كره الكارهون.
▪ من صفحة الكاتب على الفيسبوك