مأرب .. معركة الدفاع عن النظام الجمهوري

الاثنين 01 مارس 2021 - الساعة 12:59 صباحاً

 

 

 

تكتسب معركة مأرب أهمية كبيرة باعتبارها المعركة الفاصلة بين القوى الوطنية والانقلابيين الحوثيين، فهي المعركة الحاسمة في مسيرة الدفاع عن النظام الجمهوري الذي يعد أبرز منجزات ثورة 26 سبتمبر الخالدة، وهي أيضا - أي معركة مأرب - معركة تتعدى الجانب الوطني إلى الجانب القومي باعتبارها معركة الدفاع عن عروبة اليمن في وجه المشاريع الاستعمارية الخارجية وفي مقدمتها المشروع الفارسي الذي يستهدف اليمن في وحدته وأمنه واستقراره ونظامه الجمهوري. 

 

وإذا كنا فقدنا الأمل والرهان على قيادة الشرعية من رئيس الدولة ونائبه ورئيس الحكومة ووزير الدفاع، وقيادات الجيش، وقيادات الأحزاب السياسية، أن يكون لهم موقف وطني مشرف من معركة مأرب، ومعركة استعادة الشرعية بشكل عام، وفي ظل غياب الحامل للمشروع الوطني الجامع، فإن هذا المشروع الذي يعد آخر الحصون المدافعة عن النظام الجمهوري، يجب أن يتخلَّق من أوساط الشعب باعتباره صاحب المصلحة العليا من الدفاع عن النظام الجمهوري والقضاء على الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها. 

  

وفي هذا الصدد يجب على عاتق جماهير الشعب - والنخبة المثقفة بشكل رئيس - مهمة الالتزام بخطاب وطني مسؤول وجامع يهدف لتوحيد اليمنيين في خندق واحد في معركتهم الفاصلة مع الإماميين الجدد، وهذا يحتم الانسلاخ من القناعات الأيدلوجية والانتماءات الضيقة لصالح الانتماء الوطني الجامع، حيث أننا نعيش اليوم معركة فاصلة تحتم على الجميع أن يدخل في كل حساب أو يخرج من كل حساب.

 

وإذا كانت مأرب هي المعركة الأقدس اليوم فإنها جزء لا يتجزأ من معركة اليمنيين ضد الانقلابيين والتي تمتد ساحتها على امتداد الوطن، ما يحتم البدء بضغط شعبي على قيادة الجيش لإشعال معارك التحرير في جميع الجبهات باعتبار ذلك الطريقة الوحيدة التي ستقود لهزيمة الانقلابيين، كما يجب الضغط لتوحيد الكيانات العسكرية تحت قيادة عمليات موحدة تقود المعارك العسكرية في كل الجبهات على امتداد التراب الوطني.

 

كما يجب الترفع عن جميع التباينات بين القوى الوطنية المختلفة، وأن يكون الموقف من النظام الجمهوري فقط هو المعيار لتحديد المواقف من القوى والأشخاص، دون تبادل الاتهامات والتراشقات التي لا تخدم سوى الانقلابيين، وهذا لا يعني السكوت عن الاختلالات والأخطاء التي تحدث، وإنما يجب أن يتم تناولها بغرض التقييم والتقويم وتحت سقف النقد البناء الهادف للإصلاح لا التشهير والطعن.

 

▪ من صفحة الكاتب على الفيس بوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس