مأساة أسرى كتاف والحدود .. ضحايا عبث السعودية والإخوان

الاحد 16 ابريل 2023 - الساعة 11:51 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

 


في زحمة المشاهد والاخبار لمراحل تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين قوى الشرعية والتحالف من جهة وجماعة الحوثي من جهة أخرى ، تبرز مأساة مئات من أسرى الحرب في سجون الحوثي لا يزالون خارج دائرة التفاوض.

 

مأساة تتعلق بمئات المقاتلين الذي تم أسرهم من قبل مليشيات الحوثي في جبهات كتاف والبقع بمحافظة صعدة عام 2019م ، بالإضافة الى أسرى المعارك على جبهات الحدود بين السعودية ومليشيات الحوثي خلال السنوات الماضية.

 

وشكلت السعودية قائدة التحالف العربي خلال الحرب عددا من الألوية العسكرية خارج نطاق وزارة الدفاع التابعة للشرعية وهيئة الأركان في مأرب ، بقيادة شخصيات سلفية مقربة من الاخوان، تولت مهمة القتال في جبهات صعدة وعلى الحدود.

 

تولت جماعة الاخوان مهمة الحشد واستقطاب مقاتلين لهذه التشكيلات وبخاصة من محافظة تعز وريفها ، مقابل أموال ضخمة من الجانب السعودي ، في موقف مثل ذروة النفاق السياسي لهذه الجماعة التي كانت تقف حينها على رأس المهاجمين لدور التحالف واتهامه بإنشاء مليشيات خارج الشرعية في إشارة الى القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وفي سبتمبر من عام 2019م ، اسفر هجوم مفاجئ شنته مليشيات الحوثي عن تساقط مريب لجبهات كتاف والبقع ، في عملية ا أسمتها "نصر من الله" ، وقال الناطق باسم مليشيات الحوثي يحيى سريع حينها بأنها اسفرت عن السيطرة على مساحة جغرافية بلغت مساحتها 350 كلم مربع وسقوط 3 ألوية عسكرية تابعة لـ "العدو" بعد مقتل واصابة 500 فرد منها وآسر أكثر من الفين مقاتل.

 

بثت المليشيات لاحقاً مشاهد للعملية استعرضت فيه كميات الأسلحة التي غنمتها بالإضافة الى أسر مئات المقاتلين من الألوية المقاتلة في هذه الجبهات ، في مشاهد مثلت واحدة من اقسى الهزائم التي جسدت الإدارة العبثية لملف الحرب من قبل الاخوان والسعودية.

 

عبث وهزيمة قاسية لم يُغلق ملفها حتى اليوم ، في ظل المصير المأساوي الذي يلاقيه أسرى هذه الجبهات ، وتخلى الأطراف المسئولة عن تجنيدهم في طرحهم ضمن مفاوضات الأسرى التي تمت منذ 2019م وحتى مفاوضات مارس الأخيرة ، بحسب ما كشفه رئيس لجنة الأسرى بجماعة الحوثي عبدالقادر المرتضى.

 

وقال مرتضى في تصريح لإعلام الجماعة على هامش تنفيذ عملية تبادل الأسرى الأخيرة ، بأن لدى جماعته أسرى من الطرف الأخر (الرئاسي والتحالف) لم يسأل عنهم أحد مثل أسرى جبهات الحدود و أسرى عملية "نصر من الله".

 

كاشفاً بأنهم عرضوا في جولة المفاوضات الأخيرة 500 اسم من هؤلاء الأسرى وان الطرف الآخر (الرئاسي والتحالف) رفضوا التفاوض من أجلهم ، وأضاف : خاطبنا السعودية وكل الأطراف بشأن أسراهم في الحدود وقالوا لنا بصريح العبارة هؤلاء لا نريد التفاوض عليهم حاليا.

 

وفي غياب أي رد من قبل وفد المجلس الرئاسي المفاوض وكذا من قبل الجانب السعودي ، تظل هذه التصريحات الصادرة عن الحوثي اشبه بوصمة عار في جبين الأطراف المسئولة عن تجنيد اسرى هذه الجبهات وتحديداً السعودية.

 

الأخطر في هذه القضية ، أن تخلي السعودية عن واجبها الأخلاقي تجاه اسرى جبهات الحدود ، يقدم شهادة إقرار من جانبها بصدق ما يردده الحوثي منذ بداية الحرب بأن تنظر في اليمنيين الذين يقاتلون في صفها كـ"مرتزقة" يمكن التخلي عنهم بعد انتهاء او فشلهم في المعركة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس