ماراثون سياسي امريكي يجبر السعودية التخلي عن شرعية هادي

الاثنين 22 مارس 2021 - الساعة 11:17 مساءً

 

 

مخلص المبادرة على لسان وزير الخارجية السعودي :

"المبادرة تشمل وقف اطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة والسماح بفتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات الدولية. ونتطلع أيضا إلى قبول الحكومة اليمنية بالمبادرة. المبادرة سارية حاليا، لكنها تتعلق بقبول الحوثي."

 

بالتأكيد الحكومة اليمنية ستقبل هذه المبادرة لكونها لا تملك ما يجعلها ترفض لا على مستوى انجازها في الميدان العسكري وأستعادة الدولة من يد الانقلابيين ، ولا على مستوى الثقة بنفسها بأنها تمثل الشعب .. بحيث يكون لها حق القول والفعل، وهو سبب كافي يجعل اليوم طرح المبادرة بيد غيرها وقبول أو رفضها بيد الحوثي وليس بيد اليمنيين. 

 

أمّا بالنسبة للحوثين ليس هناك ما يدفعهم للقبول بهذه المبادرة ، طالما وهي (المليشيات الأنقلابية) ما زالت تملك كل عوامل القوة على الأرض لا سيما الصواريخ التي ما تزال تمطر السعودية وتقتل بهم اليمنيين ، التي زادت قوتها مع قدوم المندوب الايراني "حسن إيرو" إلى اليمن، وان قبلت سيكون القبول شكلي فقط أمام المجتمع الدولي ، وهو ما سيمنحهم فرصة لتمكنهم من استعادة ما فقدوه في مأرب خلال المعركة الماضية على مستوى القوات البشرية ثم الترتيب العسكري الميداني بعد فقدانهم للعدد من القيادات أمثال زيد الشامي وغيرهم من القيادات الميدانية.. بالأضافة إلى ترتيب البيت الهاشمي / الحوثي. 

 

السعودية ودول التحالف من الطبيعي ان يعلنوا هذه المبادرة وهي أستجابة سريعة للسياسة الامريكية الجديدة التي تسعى لأيقاف الحرب في اليمن والتي جاءت خلال مرثون سياسي كبير ضغطت به امريكا ومن غير المعقول أمام ما يتطلع إليه "جو بايدن" ان تظل السعودية في صف أحدى (القوى المتصارعة حسب تقديراتهم السياسية)

وهذا التحول هو جوهر المبادرة ، والذي يعتبر تحول خطير في مسار التحالف الذي جاء لدعم ومساندة الشرعية اليمنية، ليس على مستوى اسقاط شرعية تدخل التحالف باليمن، ولا على مستوى القبول بالحوثي في العملية السياسية القادمة في اليمن ــ بكل ما يملكه من سلاح ــ ، بل أيضاً في تجاوز واضح لكل المحددات والمرجعيات السياسية الخاصة بالعملية السياسية في اليمن ، القرار 2216 والمبادرة الخليجة والحوار الوطني ..الخ .

 

وهذه التحول اليوم أفتقد أيضاً لأرضية صلبة يمكن الجميع من خوض مبادرات سلام حقيقية قائمة على مرتكزات يعوّل عليها في قبول الحوثين بذلك ، وهو أمر سيتطلب من اليميين والسعوديين دفع ثمنة الآن او حتى في القادم القريب .

 

وفي هذا السياق من التنازلات جعل هذه المبادرة لا تختلف عن المبادرات السابقة التي من خلالها سهلت خروج الحوثي من صعداء إلى صنعاء بعد الحروب الست، ومن صنعاء إلى كل الجمهورية اليمنية بعد مؤتمر الحوار الوطني ومن فقدانه لسلاح الجو خلال الحرب إلى جعله يمتلك آلاف الطيران المسير وضرب أي اهداف يريد. 

 

ما ليس من الطبيعي في مُجمل ما طرح اليوم بهذه المبادرة هو ظهور السعودية بهذا الفتور وسرعة التنازل الكبير أمام حالة الهيجان والاصرار الايراني في السيطرة على المنطقة و الذي يجعل اليمن يسير على خُطى لبنان التي أصبحت اليوم تحت رحمة خامنئي .

 

▪ من صفحة الكاتب على الفيس_بوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس