تساؤل عن : إفساد الأدوات والوسائل الإنسانية
السبت 05 يونيو 2021 - الساعة 11:43 مساءً
عيسى الفهيدي
مقالات للكاتب
مدخل : إفساد الأدوات والوسائل الإنسانية ( العقل، القيّم الإنسانية) المسؤولة بشكل مُباشر ورئيس عن عملية الإرتقاء بالإنسان، لتُصبح بعد إفسادها بالضد من عملية الإرتقاء، كونها خطوة ومقدمة أساسية " تأسيس " ، من بعدها يُصبح الإنسان أكثر قُدرة على بناء وإتخاذ قرارات سليمة طالما جاءت نتيجة لمعرفة كان للعقل حضور فاعل في بناءها، ومعايير كان للقيّم الإنسانية حضور فاعل في التأسيس لها .
إفساد العقل: جاء نتيجة إستمرار دعوتهم للناس الى عدم إستخدامه حفاظاً على إيمانهم، وكأن إستخدام العقل يُفقد الإنسان إيمانه بشكل مُطلق !!!
ولو كان الأمر كما يزعمون، فلماذا إذاً خلق الخالق سبحانه وتعالى الإنسان بعقل، بل لماذا يدعوا الإنسان في الكثير من الآيات القرآنية للتفكر والتعقل والتدبر، وهل من سبيل لما يدعوهم له بدون استخدام العقل ؟.
إفساد القيّم: جاء نتيجة إستمرار عزلهم لها عن مضمون وجوهر الدين، حتى يتسنى لهم إفسادها كما يشاءون، ليوهموا الناس أن ما يقومون به من أجل نصرة الدين، فصار الظلم أمراً مُباحاً في شرعهم، رغم أن الخالق سبحانه وتعالى الذي يزعمون الإيمان به، لم يربط الكفر إلا بالظلم !
(وَٱلۡكَـٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ)، بل أن الخالق سبحانه وتعالى حرم على نفسه الظلم، فكيف بمن يدعوا الناس للإيمان به يشرعون ظلمهم للناس، ويوهمون الناس بأن ذلك من أجل نصرة الدين !
السؤال : هل من الطبيعي والمقبول بمن يسعى مع سبق الإصرار والترصد الى إفساد الأدوات والوسائل الإنسانية ( العقل، القيّم الإنسانية) وبذلك يُصبح حجر عثرة دائمة أمام عملية الإرتقاء بالإنسان، أن يُصبح بعد ذلك داعياً وهادياً له للإيمان بالخالق سبحانه وتعالى وقد كان سبب رئيس في إفساد الأدوات والوسائل الإنسانية التي آرادها الخالق سبحانه وتعالى حتى يصل الإنسان للإيمان به من خلالها؟.
▪︎ من صفحة الكاتب على الفيس_بوك