امريكا تريد طالبان في افغانستان.. والأقنعة الطائفية في اليمن

الخميس 19 أغسطس 2021 - الساعة 12:23 صباحاً

 

 

 

 

 

وكأن الولايات المتحدة بحاجة إلى "رؤية" و"بصيرة" بلهائها الذين صنعتهم كقوى ناعمة، كي يهرفوا بحكاية أن أمريكا كانت قادرة أن تجعل من أفغانستان يابان وألمانيا أخرى!

 

الولايات المتحدة ليست جمعية خيرية، واستراتيجيتها في المنطقة من شرق آسيا إلى جنوب البحر الأحمر ومياه الخليج الدافئة محكومة بمتطلبات قوتها لا إحسانها.

 

 رغبة أمريكا تتحقق عمليا، والافتراضات خارج الواقع وحساباته ومتطلبات الصراع لا محل لها في لغة السياسة الدولية.

 

 الإمبراطوريات خط قوتها يمتد من أفغانستان إلى مياه الخليج الدافئة، وخريطة أفغانستنان الجغرافية والسياسية تتطلب صناعة طالبان، لا بناء دولة وتنمية، ناهيك عن يابان وألمانيا ثانية!.

 

لقد أرادت الولايات المتحدة في أفغانستان "طالبان" وفي اليمن أقنعة الطائفية المتعددة.

 

صحيح أن الولايات المتحدة ليست "الله"، فهي لا تجزي الحسنة بعشر أمثالها، ولا تضاعف الأجر، لكنها الولايات المتحدة بنعومتها وتوحشها تحقق هيمنتها وتنجز أهدافها.

 

التفسير الأخلاقي للصراع يضلل ويحرف القراءة ويعتم الرؤية. زعمت توكل أن أمريكا لا تريد أن تصنع من أفغانستان ألمانيا ويابان أخرى ولو أرادت لأنجزت.

 

والقول بأن الولايات المتحدة غزت العراق وأفغانستان لنشر الديمقراطية حماية لمصالحها قول مغلوط، فمن إسقاطها واحتلالها للعراق أسقطت الدولة الوطنية لا لأنها مستبدة وإنما لأنها تريد تطييف المنطقة.

 

ومع خارطة أفغانستان في وسط آسيا الممتدة من حدود الصين شرقا إلى إيران تكون مصلحة الولايات المتحدة بتصنيع طالبان تماما كما هو من مصلحتها تصنيع الطائفية وإسقاط أية إمكانية لدولة وطنية في جنوب البحر الأحمر.

 

دولة عظمى كالولايات المتحدة لا تمارس التجربة والخطأ لأن في ذلك كلفة، إنها تستقرئ ثم تحدد أهدافها ووسائل وأدوات تحقيقها بما يعزز من هيمنتها.

 

▪︎من صفحة الكاتب على الفيس_بوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس