تقرير حقوقي يعيد فتح ملف مذبحة "كهف آل عمار" ويطالب بملاحقة دولية لعناصر الحوثي المتورطين فيها
السبت 09 مارس 2024 - الساعة 09:53 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص
أعاد تقرير حقوق تسليط الضوء على واحدة من أشبع الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بحق اليمنيين قبل نحو 14 عاماً وعرفت بجريمة كهف "آل عمار".
وكشف المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عن أدلة جمعها فريق تابع له تثبت –بشكل قاطع- تورط أفراد يتبعون جماعة الحوثي بإخفاء وتعذيب وقتل (14) مواطن يمني فيما عُرف بجريمة كهف "آل عمار".
تقرير المركز الأمريكي داعا المجتمع الدولي لاتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تقديم المتورطين في تلك الجريمة "المركبة" للعدالة الدولية الجنائية.
ولقي (14) شخص من سكان قرية "درب زيد" بمديرية حرف سفيان بمحافظة عمران شمالي اليمن حتفهم بعد اختطافهم في مايو من عام 2010، للانتقام لمقتل عناصر يتبعون جماعة الحوثي.
تقرير المركز بيّن بأن أفراد مسلحين يتبعون لجماعة الحوثي قاموا بارتكاب عدة انتهاكات بحق أبناء القرية، تمثلت بتفجير عدد (9) منازل تابعة لأسرة ال جُميلة وإحراق وائتلاف عدة مزارع، واختطاف (17) شخص تم اخفاء (14) منهم بشكل قسري والذين شملتهم واقعة كهف "آل عمار" الذي كشفت عنه جماعة الحوثي منتصف العام 2023.
لافتاً الى ان التقرير يتضمن شهادات حصرية لبعض أهالي القرية وللناجي الوحيد من تلك الواقعة، حيث قام فريق (ACJ) بزيارة ميدانية لمديرية حرف سفيان لمعاينة مكان الواقعة في كهف "آل عمار"، كما قام الفريق بمقابلة أقارب الضحايا والشهود وتحصّل على كثير من المعلومات والأدلة المتعلقة بالواقعة والتي أثبتت تورط جماعة الحوثي وبشكل متعمد في تعذيب ودفن 14 شخص في مقبرة جماعية.
كما قام فريق المركز الأمريكي الميداني بمعاينة كهف "آل عمار" في منطقة مذاب التابعة لمحافظة صعدة على بعد 20 كيلو متر من مديرية حرف سفيان ، وقال بأنه يحتوي على فتحة كبيرة أشبه بالسجن فيه غرفة كبيرة والتي يبدو أن جماعة الحوثي قامت بوضع الضحايا بها قبل قتلهم.
مضيفاً : كان الكهف مغلق بالحجارة وعندما فتحوه وجدوا مجموعة من الجثث والجماجم، فتفاجأ الأهالي من بشاعة ما شاهدوا، حيث كانت أيدي الضحايا مكبلة للخلف بثيابهم التي كانت عليهم بحسب إفادة بعض الأهالي.
فيما ينقل الفريق عن أحد الشهود الذين أدلوا بشهادتهم "بأنه شاهد أثناء فتح الكهف أن الضحايا ظهرت على هياكلهم العظمية قيود وضعت على إياديهم وأرجلهم قبل قتلهم بشكل جماعي، وهدم الكهف عليهم لأجل إخفاء معالم المقبرة الجماعية".
يُشير المركز بأنه فور ظهور خبر المقبرة الجماعية في كهف "آل عمار"، بمنطقة "مذاب" للعلن وتناوله في القنوات الفضائية والصحف والمواقع الاخبارية بأيام، سارعت جماعة الحوثي بالضغط على من تبقى من أقرباء الضحايا وقاموا بنقل رفات من قضوا في الكهف إلى مقبرة في منطقة "شامخ" بالقرب من الكهف تحت إشراف مشرفين من جماعة الحوثي، بطريقة شبه سرية للتنصل من تبعات تلك الجريمة الوحشية.
يؤكد (ACJ) على أن ما جمعه من معلومات وشهادات أظهرت تورط جماعة الحوثي بعدة جرائم مركبة منها الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب والقتل.
مشيرًا إلى أن القتل الجماعي للضحايا خارج نطاق القانون و دفن واخفاء الجثث في الكهف بتلك الطريقة يُعد انتهاكاً للكرامة الإنسانية ، وجريمة حرب حسب القاعدة (156) من القانون الدولي الإنساني العرفي.
واختتم المركز الأمريكي للعدالة تقريره بدعوة المجتمع الدولي إلى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية، للتحقيق في جريمة مقبرة كهف "آل عمار" في محافظة صعدة ، واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة وفقاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية وتقديم المتورطين للعدالة الجنائية الدولية.
كما المركز الأمريكي للعدالة دعا إلى ضرورة ممارسة الضغط الكامل على جماعة الحوثي للكشف عن مصير المخفيين قسرياً والمعتقلين في سجونها.