يومين من العزلة في تعز

الخميس 20 يوليو 2017 - الساعة 07:20 صباحاً

 

 

نعيش مطلع الألفية الثالثة حياة إلكترونية أكثر من اللازم، وأصبحت معظم تواصلاتنا وأعمالنا مرتبطة بخدمة الإنترنت.

 

في الظروف الطبيعية تكون الحياة بعيداً عن الإنترنت هادئة وخالية من صخب التفاعلات الآنية مع الأحداث والقضايا، والعكس في ظرف غير طبيعي كالذي نعيش.

 

حين تعيش وسط الحرب، وتتوالى علينا أنباء مؤلمة يكون انقطاع الإتصالات - الإنترنت تحديداً-، مشكلة مثيرة لمخاوف أقاربك وأصدقائك وزملائك.

 

نعد غياب صديق/ زميل عن شبكة الإنترنت وإيقاف هاتفه حدثا مخيفا، و نسأل عنه خوفا عليه ومنذ بدأ الحرب صدقت مخاوفنا إلى حد بعيد بهذا الجانب.

 

من المصادفات، أعتزلت الإنترنت، واكتشفت ليل اليوم التالي قطع الخدمة، وتواصلت مع الاصدقاء والأقارب لمعرفة احوالهم في ظل العزلة الإجبارية عن العالم.

 

وأبلغت أن انقطاع الانترنت ليس نتاج خلل فني، ولكن بفعل فاعل هدفه تغييب الناس عن أهوال أفعالهم، وما يعصف بالمحافظة من صراعات دامية على الجبايات.

 

لم يقطع الإنقلابيين الإنترنت عن تعز سوى ساعات في أيام متباعدة منذ بداية الحرب، وبعدما عرف التافهين سر الشغلة ذهبوا لعقاب أبناء المحافظة بقطع الخدمة.

 

الإنترنت الخدمة الوحيدة المتوفرة في تعز، ولم تتأثر بتبعات الحرب كالكهرباء - مثلاً- نظرا لأهميتها للجميع، وبعدها التجاري، وحرص المجتمع على استمرارها عدا المتطرفين.

 

لا جديد إذاً، لقد قاموا بقطع خدمة الإنترنت عن تعز، ويبدو خسارة أحدنا محدودة مقارنة بخسائر شركات ومؤسسات خاصة ترتبط أعمالهم بالإنترنت ولو كان لديهم بدائل.

 

يؤكد قاطعو خدمة الإنترنت عن تعز بأنهم قطاع طرق وليسو أهلا لتحمل أبسط المسؤوليات في إدارة مرفق حكومي، والأنكى انهم غير أمناء على تقديم الخدمات، وتركوها للأوغاد.

 

تعز اليوم مدينة معزولة عن العالم تزامنا مع حصارها واستمرار العمليات القتالية في أطرافها، ويبدو حرص المخرج المحلي على عقاب المحافظة من خلال قطع للإنترنت.

 

قرأت تبريرات كثيرة، ويستشف منها أسباب لجؤهم إلى عقاب أبناء تعز بقطع الإنترنت بعد قرابة اسبوعين على قطعه، ومن مبرراتهم الغبية الربط الكهربائي العشوائي من مولدات السنترال.

 

لا يمكن لأي مواطن الربط الكهربائي من مولد السنترال دون تواطؤ حمايته المتطرفة، وهذا ليس مبررا مقنعا، وبحسب معلومات أمنية تم قطع الإنترنت بتوجيهات.

 

ويثبت قطع خدمة الإنترنت تقارير مجلس الأمن والأمم المتحدة حول الأطراف المسيطرة على تعز، ولا يظهرون بالصورة، ولا يتجرأ أحد على تحميلهم مسؤولية ما آلت إليه أوضاع المحافظة.

 

حتماً، تعرفون جيداً من اقصد، ولا داع للاشارة إليهم، فالجميع صامت عنهم، ولا أرغب اليوم بتذكيركم بهم، واحتفظوا بتبريرات أبطال الزحمة حول عزل جحافل الشالات السوداء تعز عن العالم.

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس