دعوة لضمير المثقفين من أبناء تعز
الجمعه 21 يوليو 2017 - الساعة 03:52 صباحاً
فهمي محمد عبدالرحمن
مقالات للكاتب
الــمــثــقــف ضــمــيــر الــمــجــتــمــع
بــيــان الــمــثــقــفــين فــي تــعــز
ما اكتبه هنا ليس مبادرة تتضمن مقترحات حلول لما يجري في مدينة تعز رغم حاجتها الماسة لذلك ، بل هي دعوى لشريحة محددة في هذه المدينة وذلك للقيام بدورها التاريخي أمام الله وامام المجتمع بضمير حي يخاف الله وعقاب التاريخ !
عندما تتعرض المجتمعات للانكسارات الكبيرة فإن التاريخ يعاقب المنسحبين من معركة الواجب ، بنفس عقاب الشرع في التولي يوم الزحف ، والمثقفين هم اوعى الناس بعقوبة التاريخ وبسننه واحكامه !!
فــقــد حــان الــوقــت في نظري لهذه الشريحة إن كانت موجودة أن تثبت وجودها وتغادر حالة السكونية والخوف والصمت وحتى حالة التفكير في الانتماء الجزئي والحزبي .
فــالــمــثــقــف ضــمــيــر الــمــجتــمــع الــنــاطــق مــتــى وعــى ذاتــه ودوره الــتــاريــخــي
فهل يستطيع مثقفو تعز اليوم القيام بدور تاريخي في خدمة مدينتهم التي اصبحت بحق تعاني من انكسار تاريخي ؟
وإلى متى سوف يظل هذا الكائن يسجل غياباً لصالح السياسي او الانتهازي في هذه المدينة المكلومة ؟؟
ام أن تعز غدت فعلاً تعيش سنين عجاف في حقل الثقافة والمعرفة ، فأصبحت بذلك هذه المدينة الحالمة عاقرة غير قادره على أن تحمل في احشائها مثقفين بالمعنى الذي ينصرف اليه هذا المفهوم ، وهي الارض التي انتجت رسلاً ومبشرين في حقل الفكر وعالم السياسة في الماضي القريب في عموم اليمن ؟؟؟
في القرن التاسع عشر وتحديدا في 1894/ حكم على ضابط فرنسي يهودي ( الفريد دريفوس ) بالنفي إلى غويانا بتهمة التجسس لصالح دولة المانيا ، وقد كانت هذه التهمة موضوع شك لدى عائلة واصدقاء هذا الضابط وبعد عامين استطاعوا اثبات زيف الوثائق التي بموجبها ادين هذا الضابط ، فاتجهوا إلى الرأي العام لتحريضه للمطالبة بإعادة المحاكمة وقد تصدى لذلك شخصيات من عالم الفكر والادب في فرنسا ، وفي مقدمتهم ، كإميل زولا ،الذي كتب مقال اشتهر بعنوان "اني اتهم"
وقد ساهم مع آخرين امثال ، اناتول فرانس ، ومرسيل بروست ، وسينيوبوس ، وليون بلوم… وذلك في اصدار بيان حمل توقيعهم ، ونشرته " جريدة لورور " يوم 14/ يناير 1898/ بعنوان < بــيــان الــمــثــقــفــيــن > وبعد صراع طويل انقسمت على إثره فرنسا تم إعادة محاكمة الضابط وتم الغى الحكم رغم حجية الاحكام المقضي بها ، ومن هذا البيان تم البدء في تداول مصطلح المثقف ، كتعبير عن الشخص الذي يمتلك المعرفة وبها يتصدى لما يجري في الواقع في سبيل تصحيحه او كشخص صاحب رأي وقضية .
تعز اليوم بحاجة إلى دور المثقفين بهدف التصدي لما يجري من انحراف ليس على شاكلة المقالة التي يكتبها المثقف الفرد على صفحته الشخصية ، بل على شكل نخبة انتلجنسية تقوم بدورها التاريخي تجاه المجتمع ( فــالــصــمــت عــار والــتــاريــخ لــن يــرحــم ) .
تعز تملك الكثير من المثقفين في الداخل والخارج ، القليل منهم اكتفوا بمتابعة ما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي ، كمن يدفن رأسه في الرمال ، وعندما تزداد مساحة الآلام فيهم يعبرون عن اوجاعهم بمقاله تدون على صفحتهم الشخصية في الفيس ، والكثير منهم تمكنوا من ابتلاع السنتهم او اجبروا على ذلك ، في الوقت الذي يعد فيه ابتلاع مثل هكذا ألسن جريمة عنوانها الانسحاب المخزي من معركة الواجب لن يغفرها التاريخ .
لامجال للخوف أيها المثقفون فالتاريخ يقدم نفسه دائما حليف لقوى التغيير ، لأنه بطبيعته يتجه نحو التقدم ، كما ان الوعي بالتاريخ وبالتقدم هو وليد عصر الانوار الذي شهد ميلاد المثقف بالمفهوم الانتلجنسي كنخبة تمارس دورها نحو التغيير والتصدي للواقع المنحرف دون خوف من عقاب او طمعاً في ثواب .
ولــهــذا ادعــو إلــى :
1- عقد مؤتمر في مدينة تعز يحضره رجال الفكر والثقافة والادب تتمخض عنه إنتلجنسيا تمارس دورها التاريخي بواسطة النضال اليومي .
2- يمنع من حضوره فعاليته قيادات الاحزاب السياسية وقيادات السلطة المحلية والامن والجيش ، وحتى المشائخ ، باستثناء حضورهم كضيوف في جلسة الافتتاح .
3- من تتوافر فيه صفة المثقف من داخل الاحزاب علية ان يقدم استقالته من حزبه مؤقتا ويمتنع عن ممارسة اي نشاط حزبي .
4- الهدف من ذلك صياغة بيان مثقفين تعز والذي يحمل رؤيتهم كنخبة بهدف التصدي لما يجري في تعز بكل شجاعة وتحويل ذلك إلى مشروع نضال .
فهل نستطيع ان نكبر بحجم تعز أيها المثقفون ؟؟؟
لتواصل حول الفكرة عبر الوتس 734353799
والله من وراء القصد .
2017/7/ 2