الخذلان يا أصدقاء أن تدعو للمصالحة ووحدة الصف لمواجهة إيران وتقابل بالتهمة، أن تسمو على الجرح وتضع تربة البلد وجبالها أولوية ويصفوك بالخيانة. أن ترفع صوتك مُنصفًا للبندقية والرجال في الميدان وتقابل بالسخرية. 

أن تستشعر المسؤولية من أعماق روحك المتعبة وتصادف في طريقك طوابير من الأقلام الرخيصة.

كل بندقية تصوب رصاصاتها في صدر الإمامة تمثلنا، وكل قطرة دم تنزف في سبيل الجمهورية نشعر وكأنها في شراييننا. 

عندما رحبنا بالعميد طارق قالوا على أرواحهم وسيغرق وادي الضباب بالدم، وعندما سُرب خبر لقاء قياداتهم بوفد من الساحل بلعوا ألسنتهم.

وعندما أنطلقت معركة في غرب تعز بدعم لوجستي ومالي من الساحل وفشلت نتيجة صراعات بينيه صبوا غضبهم على قوات الساحل واتهموهم بالخيانة وعملاء ومرتزقة للإمارات وتناسوا أن هؤلاء في النهاية يمنيين تسري البلاد في عروقهم وتسكن أفئدتهم مهما كانت توجهاتهم سنلتقي جميعا تحت ظلال شجرة البلاد الوارفة، أبقى لنا من لعنة السجن والموت في جحيم شجرة السلالة والطائفية القذرة.

أستفرط الحوثي بالبلاد وكاد أن يُنهي حلم اليمنيين وتضحياتهم بهجومه الأخير على مأرب بعد الخناق الشديد على تعز، قلب البلاد ودمها الثائر. 

دُفنت قوة عملاقة في الساحل بمؤامرة دولية تعمل لصالح مشروع إيران بالمنطقة ، كُنت أدرك أن خروج قوات الساحل من القبر الذي وضعه لهم إتفاق السويد إنتصار خصوصا مع اشتداد المعارك في مأرب وانحسار جمهوريتنا بيد الجماعة.

ليس بيننا خائن ولن يفرط أحداً بأرض دفع الأرواح ثمنا لتحريرها إلا للإنتصار وفك قيود البندقية.

قال لي أحد الأصدقاء من أين لك كل هذا التفاؤل؟ من كُفري بنظرية المؤامرة ومن تجردي من أحلامي الصغيرة وانتمائاتي الثانوية. 

شاهدت قبل قليل تصريح للعميد فاروق الخولاني إبن تهامة وقائد اللواء الأول قوات تهامية وهو يتحدث عن سير المعارك في حدود ثلاث محافظات رئيسية وأكبر كتلة سكانية، كانت ملامحه تتحدث؛ نحن لم نفرط بالأرض التي كُبلنا عليها سوى لنستعيد العقل ونحن قادمون يا تعز وما بعد تعز.

وأنا بإنتظارك أيها العميد هنا في مفرق شرعب وفي ضيافتي هذه المرة كما كُنت في ضيافتك دوما في منزلك المتواضع بالخوخة.

▪︎ من صفحة الكاتب على الفيس_بوك