قبائل ذمار والعيب الأسود..اشكال هوية بين الانتماء للقبيلة والمذهب

الخميس 27 يناير 2022 - الساعة 09:21 مساءً

 

 في عابر من الحديث على هامش العرف القبلي يرصد من خلاله حدث تاريخي صمت الجميع عنه ويسبر اغوار هوية اصبحت مغلوطة ويزيح الستار عن عيب أسود ..

 

فقبائل ذمار تنتمي الى قبيلة مذحج التي تمتد على ارض :  ذمار البيضاء ابين الضالع يافع مأرب الجوف نجران ..

 

و تضم قبيلة مذحج : 

مَذْحِج: بسكون الذال وكسر الحاء قبيلة واسعة تضم عدداً من القبائل داخل اليمن وخارجه أشهرها :  مُرَاد ، عَنْس ، الحَدَا ، بنو الرَيَّان ، بنو عَبِيده ، النُخَع ، بنو مُسْلِيَه ، زُبَيْد ، جُعْفِي ، وغيرها . ومركز قبائل مذحج اليوم في نواحي ذَمَار وفي دثينه من أبْيَن وفي مديرية الزَّاهر من بلاد البيضاء . وكانت تُعرف هذه المنطقة باسم ( سَرْو مَذْحج ) أي موطنهم..ومذحج هو مالك بن أُدَد ، وله من الولد: جَلد بن مذحج ، يُحابر وهو مراد بن مذحج ، زيد وهو عَنْس بن مذحج ، سعد العشيرة بن مذحج ، لميس بن مذحج..

 

ومذحج هو الانتماء القبلي الذي انسلخت منه قبائل ذمار في غفلة من التاريخ لتنتمي لقبيلة همدان التي تضم حاشد وبكيل في سياق من الصمت التاريخي العجيب الذي يجعلنا نتسائل لماذا لم يسجل هذا الانسلاخ كعيب اسود لهذه القبل في اطار العرف القبلي السائد حتى يومنا هذا..؟ 

 

فقد لا يكون غريبا" على المتتبع لحركة المجتمعات ان يشهد حدوث تحلل في البنى القبيلية لمجتمع تقليدي معين بفعل عوامل عديدة يكون عادة لعامل التحضر والمدنية فيها الاثر البالغ في احداث ذاك التحلل و الذي بموجبه تتجلى أعلى صوره بأن تحل الدولة بمؤسساتها محل القبيلة وشيخها وداعيها القبلي اثر تحول مجتمعي نحو التطور كما حدث في تعز وعدن وحضرموت والحديدة ولحج.. 

 

غير أن الغريب هو ان يشهد  المتتبع حدوث إنحلال في العرى القبلية وقيمها في واقع يسود فيه العرف القبلي بكل صيغه وموروثاته كما هو في قبائل مذحج في ذمار.. 

 

فمن يتصور ان تتحول قبيلة الى قبيلة اخرى وتترك قبيلتها بداعي مذهبي يقوم على اساس عنصري يسيء لجوهر الدين الاسلامي ورسالته العالمية التي تعلي من قيمة الإنسان وكرامته وهي الكرامة التي مرغتها قبائل ذمار حين استحلت ادميتها بسيد من همدان وسيد من بني هاشم.. 

 

وهو العيب الذي إن عمت الابصار عن بوادره افشت به حقيقة نتائجه دون ريب من كونه عيب اسود بل وشديد السواد والقتامة في نتائجه ، فنتائج هذا الانسلاخ جعل من هذه القبل المذحجية في ذمار قبل تابعة قبليا" ومذهبيا" لهمدان واسيادهم من بني هاشم ، بعد ان كانت قائدة، فسيد قبلي لها من همدان وسيد مذهبي لها من بني هاشم واصبحت اداة يستخدمها الهمداني والهاشمي لإشباع اطماعهما ضد قبيلتها مذحج وحليفتها كندة منذ أكثر من الف عام وحتى يومنا هذا في زاهر البيضاء ومراد مأرب ونخع ابين و سكاسك وسكون كندة في تعز ..

 

في سخرية من القول : ( ذمار كرسي الحكم الزيدي)  وهي المقولة التي قهقه بها الزمان وسخر و المكرمة التي رأها  الذماري مكرمة تفضل بها عليه سيداه من همدان وبني هاشم والتي جعلها الذماري تاجا" على رأسه زاهيا" بها باذلا" من اجل زهوه الموهوم فلذات أكباده حجارة" لقاعدة كرسي حكم اسياده من همدان وبني هاشم منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ولعل معارك اليوم شاهدة" على حجم القتلى الذين بذلتهم ذمار في جبهات القتال لإرضاء أطماع ساداتها..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس