حين ينحط الأكاديمي يكون اسمه "عادل الشجاع"
الخميس 09 يونيو 2022 - الساعة 10:20 مساءً
فخر العزب
مقالات للكاتب
قرأت مقالة متداولة في وسائل التواصل الإجتماعي تحت توقيع "الدكتور عادل الشجاع" معنونة بـ "الناصريون في اليمن من القومية العربية إلى القروية" تحوي في مضمونها كلاما سمجا، ومعبرا عن التفاهة في أبهى معانيها، يشبه هذرفات العجائز الأميات حين يناكفن بلا وعي وبلا ذوق.
الانطباع الذي تقافز إلى البال بعد أن أنهيت قراءة الكلام السمج، أنه يتوجب على عادل الشجاع أن يحتفظ بلقب "دكتور" ويتبرأ من الكلام السمج، أو يحتفظ بتبني الكلام السمج ويتبرأ من لقب "دكتور" لأنه لا يليق بحامل شهادة "دكتوراة" أن يكون ذاك فهمه، ولا أن تكون تلك لغته.
ومع ذلك فإن المقالة قد وفرت عناء الرد، وفندت نفسها بنفسها، وحملت تناقضاتها في طياتها، كما لو أنها تقول للقارئ : من حقك أن تسخر من كاذب يشهد أمام الناس إنه كاذب.
في مطلع المقالة يجزم الشجاع أن ثورة سبتمبر صنعها ثوار قوميون، وكان توجهها قوميا، ومع ذلك يقول إن القوميون انتظموا في الثورة، في إشارة منه إلى الناصريين، وربما يقصد بذلك القائد الناصري علي عبدالمغني.
يتحدث الشجاع عن الحزب الناصري دون أن يكلف عناء معرفة أنه تنظيم وليس حزبا، وهناك فرق بين التنظيم والحزب يدركه المثقفون، ويدركه بالضرورة الأكاديميون المتخصصون بعلم السياسة والذي كان يفترض أن الشجاع واحدا منهم على اعتبار أنه يحمل شهادة دكتوراة.
يتحدث الشجاع أن الحزب نشأ قرويا على حد قوله، والجميع يدرك خارطة الانتماء الجغرافي لمؤسسي التنظيم الناصري من ابن إب الشهيد علي عبدالمغني، مرورا بأبناء تعز عيسى محمد سيف وعبدالغني مطهر ومرورا بابن أبين الشهيد عبدالله المجعلي وابن البيضاء صالح الملاحي.. وغيرهم، ويتوجب على الشجاع أن يقرأ عن تأسيس التنظيم الناصري ليدرك أنه يكذب بغباء.
ثم إن الشجاع يتحدث كذبا وزورا عن قروية الناصريين، وإن الحزب الناصري - على حد قوله - ظل قرويا يدور في محيط قرية من قرى تعز، ويتهمهم بتفتيت النسيج الاجتماعي، وينتقدهم بنفس الوقت على توجههم لتعيين وزير دفاع من الضالع، في تناقض عجيب لا تفسير له إلا أن. الشجاع لم يكتف بكونه كاذبا فقط، بل حاقدا أيضا.
ثم يواصل هلوساته وهذرفاته ليقول إن الناصريين يريدون أن يكتبوا أن الرئيس رشاد العليمي كان ناصريا، وهذه معلومة معروفة لغير الناصريين قبل الناصريين، ولا يحتاج الناصريون لكتابتها، ليواصل الحديث أن الناصريين يريدون كتابة ذلك كما كتبوا بأن الحمدي كان ناصريا.
وهذا يجعلنا نستدعي الجانب الأكاديمي الذي يزعم الشجاع امتلاكه، فناصرية الحمدي باتت مثبتة اليوم برسالة أكاديمية حاصلة على شهادة الماجستير، كما أن خصوم الناصريين أصلا لا ينكرون ناصرية الحمدي، وإذا كان لدى الشجاع ما ينفي ذلك فعليه تقديمه بطريقة علمية تدحض كل قول دونها.
ولأنه يدرك أن كذبه سيستفز القارئ العادي قبل الناصري، يدرك الشجاع أن الكذب يستفز أعداء الكذب، ولذا يلجأ للهجوم سلفا ضد من سيرد عنه واصفا إياه بالقروي، وهي وسيلة لن تدعونا للتسامي على ما كتبه الشجاع وعدم النظر إليه، بل واجبنا أن نقول له وللقراء إنه كاذب وحاقد وجاهل أيضا..
وقبل هذا وذاك فهو يقدم نفسه كسمسار قلم مستعد أن يسخر حروفه لمن يدفع مقابل الهجوم على هذا الطرف أو ذاك، وإلا .. هل تليق لغته بالأكاديمي الذي يدعيه!؟