إلى الباحث عن الجميلات في شوارع وأزقة المدينة
الاحد 03 يوليو 2022 - الساعة 02:20 صباحاً
أحمد طارش خرصان
مقالات للكاتب
لا تأتي الموهبة من قدرتك على إيذاء الأخرين ، ولا يمكنك الظفر بحضور محترم ، كلما أظهرت براعتك في استحضار اللغة وتصويبها باتجاه الهدف الخطأ، وبطريقة قد تغريك بتهتك مسلمات مجتمع لا يزال يؤمن أنها أخر ما تبقى له من ناموس في دنيا.
ويبدو أنها بدت طيعة لكل مكسور ناموس وهو يمارس بتفوقٍ معاركه مع الجميلات والأثيرات، وكأن على إب أن تستجيب لرغباته وتعمل بتفانٍ خالصٍ لإظهار ترحيبها بالقادم ..
ذلك القادم الذي نسي في غمرة نزق متجاوزة الأدب والتهذيب أن يخاطب إب بما هي عليه ....لا بما هو عليه... يمارس المسحوقون والمقهورون غواية النيل من بعضهم البعض وبتعالٍ منتفخ وعلى النحو الذي يعلقنا على جدران الشماتة كنماذج مستحقة للشفقة لا الإعجاب ..
أحاول نسيان ما حدث، لكن التعامل مع إب وفق ذلك المنطق ، وبإمعان متعمد - في جزء منه - الإهانة وفي الجزء الأخر منه التعامل مع إب كمدينة - قاصِر - معيبُُ وموجع ... وكأن على المدينة أن تسلم جلدها الأعلى لسيدنا الفقيه الزائر ونزواته التحررية ، وتلزم نفسها بتنفيذ ما الذي يتوجب عليها فعله وما الذي لا يجب..
لا تتوازى الإساءة لإب مع الخوض في الذي تعيشه من ظلم وأوجاع وممارسات سيئة ، ولن يكون من اللائق الإستهجان لحالة الحمية التي دفعت بالجميع إلى مقاومة الإساءة التي وجهها أحدهم ، وربطها بما تعيشه إب وتحاول أن تتجاوزه دون أن تنزلق بنفسها إلى حيث تتحول الحياة إلى الخراب، والوطنية إلى أخاديد شديدة الإضطرام ، والأحلام إلى كمائن وفوهات..
لربما نال الكثير من نشطاء إب الأذى والمعتقلات وهم يقارعون الممارسات الخاطئة ، وبيقين من يؤدي واجباً وطنياً في النأي بمدينة سيكون الفارون من جحيم الحرب - من كل المحافظات - هم وقودها وضحاياها جنباً إلى جنب مع أبناء إب ...
تحتفظ إب بملامح من تعمد تسديد الأذى نحوها ، لكنها تدرك أنها معنية باستشعار حياة أكثر من ثلاثة مليون نسمة ، أجزم أن تلك المدن المناضلة لن تفتح ذراعيها ولن تجد حرجاً في إغلاق بواباتها أمام طرقات ثلاثة مليون يدٍ مرتعشة وعيون ممتلئة بالخوف والفزع وفرص نجاةٍ ، لم تستطع مغادرة سوق الأشبط أو حيّاً في مديريات عدن ،لتمنحنا اليقين بضرورة مقاومة كل الأخطاء ، والبدء في رسم معالم النموذج المفترض لمحافظةٍ خالية من البشر والجميلات ..
لا تكترث إب لكل التوصيفات المسيئة والمنتقصة لحضورها، ولاتتأخر في منح الغرباء عشاء أطفالها وتخلد لمخدعها رفقة أمعاء فارغة وشهية مطفأة...
نقاوم بكل ما لدينا من أدوات ووسائل متاحة ، ونقارع السوء بكل بسالة ، ولربما يدرك الأمير العابر متى استعرضنا نشطاء التواصل الإجتماعي بإب ، أن لا أحد منهم تجاوزه الإعتقال ، دون أن ينتظر أحدهم موقفاً من أحد بما فيهم ذلك الباحث عن الجميلات في شوارع وأزقة مدينةٍ ، ستظل بمنأى عن كل ما يحاول جرها إلى حيث سقطت المدن كلها ودون عزاءات أو ملاذات أمنة...