فكر "الإخوان" وتقديس ثورات الهاشميين
الثلاثاء 19 يوليو 2022 - الساعة 08:16 مساءً
سعيد عبدالله
مقالات للكاتب
لعقود طويلة كان الفكر السياسي للإخوان المسلمين يقوم على اعتبار علي بن أبي طالب والحسين بن علي وثورات الهاشميين ضد معاوية والأمويين نماذج مضيئة لرفض الحاكم المستبد والحكم الجبري.
بمعنى أن الثورات الحسينية أو العلوية هي الإسلامية الحركية في مواجهة حكم الفرد والاستبداد الأموي.
وقد ألفوا لتثبيت ذلك المؤلفات باعتبار فكر الإخوان يمثل الروح الثورية التي جسدها الحسين بن علي ومن جاء بعده من الأئمة العلويين.
بينما يمثل معاوية والخلفاء الأمويون حكم الاستبداد الذي يوازيه في عصرنا الراهن الدول الملكية العربية والأنظمة العسكرية الجمهورية.
كانت مآخذهم على الحركات الثورية العلوية ضد الحكم الأموي تتعلق بملاحظات تنظيمية من قبيل الاستعجال في الثورة أو عدم التنظيم وسوء الإعداد ما أدى لهزائم علوية حسينية متكررة.
ولم يكن من ملاحظاتهم الفكرية أي ملاحظة تتعلق بالهوية العرقية للثورات الهاشمية والبعد الاصطفائي التمييزي.
كان ذلك خطاب الجماعة طيلة عقود ما بعد التأسيس اذ كانوا في صفوف معارضة الانظمة الحاكمة والعمل لاسقاطها والثورة عليها على خطى الثوار الهاشميين على معاوية ومن جاء بعده.
جاء عصر الربيع العربي وحصلت الجماعة على مقعد الحكم لكن المفارقة انها اصطدمت بمعارضة هاشمية صرفة تقول ان الحكم الاسلامي الصحيح والثورة الاسلامية الحقة هي هاشمية العرق والعنصر ولا "ولاية" لغير الهاشميين.
حدث ان انتزعت الثورة الهاشمية العلوية السلطة من "الاخوان" الذين نظّروا لعقود وحسنوا ثورات وخروج الائمة الهاشميين على الحكام الأمويين.
ماذا فعل "الاخوان" إزاء هذا التحول الثائر والذي خرج من ذات المدرسة التي قدست الثوار الهاشميين وادانت قمع الحكام الامويين لهم وادانت الحكم الاموي برمته واعتبرت حكام اليوم نسخة من الحكم الاموي العائلي والوراثي؟
قلبوا على ميراثهم التمجيدي للثورية والحركية الاسلامية العلوية والحسينية الهاشمية، واصبحوا يمجدون حكم معاوية وبني امية ويعتبرون العلوية حركة مليشيات فوضوية ودموية نقيضا لمشروع الدولة الذي يمثله الامويون وبات معاوية بن ابي سفيان عندهم هو رجل الدولة بينما علي بن ابي طالب زعيم الميليشيا.
هذا التحول الانتهازي ليس مبنياً على مبدأ وانما على مطمع الحصول على السلطة.
غداً إن جاء حاكم لا يقبله "الاخوان" وعاملهم كما عامل الحكام الامويون الثوار الهاشميين بالقمع والادانة، سيعيدون للثورية الهاشمية العلوية والحسينية الاعتبار ويقدسونها مرة أخرى ويعودون لتعريفها باعتبارها حركة المظلوم ضد الظالم والثائر ضد المستبد.
وهكذا دواليك..
▪︎من صفحة الكاتب على الفيس بوك