كثر الحديث عن الزيارة واخذ مجريات عدة وعن نفسي احترم الدكتور كشخص وطبيب له مواقف إنسانية جيدة. أما سياسيا، تعز لست بحاجة إلى شخصيات تجاوزت عمر الشباب، هذه المدينة دفعت من التضحيات مالم تدفعه مدينة اخرى وهي تحتاج إلى قيادات شابة لا تعرف الراحة وتعمل ليل نهار لإخراجها من النفق المظلم، تتجاوز الخطاب الحزبي المريض والمصالح الضيقة. 

عُوقبت في السابق نتيجة المرض السياسي والحزبي وبمن أكل الثوم بفمها. بثت الخصام جنوباً وغرباً ودفعت تكلفة باهضة، وقعت تحت الحصار والخذلان وغياب الخدمات لسنوات. يعرف الجميع المعضلة والحل، الجنيد لطيف ومثالي ومحب للمدينة ايضا، كما ان نظرته للواقع قاصرة بعض الشيء وقدراته السياسية جيدة في وضع مستقر لخوض غمار التنمية. 

لسنا بحاجة لتكرار سيناريو الماضي، تعز لست ملكاً لطرف سياسي بعينه، قد دفعت ثمن هذا التصور لثمان سنوات حرب، منع عنها السلاح النوعي والخدمات والرواتب وفشلت معارك التحرير بسبب القمار السياسي واستغلال صمودها على حساب أوجاع الناس.

ولسنا بحاجة إلى سنوات اخرى من الصراع، تحتاج تعز لمن يدرك مصالحها ويعمل لأجل تحريرها واستعادة الخدمات، نحتاج لمن يقول تعز أولا ولا يربطها بسين أو صاد، لمن يأخذ ما تريد المدينة ويلعب سياسيا مع الجميع، يعرف مصالح الناس ومعاناتهم ويبث الود بعلاقة الند والمصلحة لا برؤية الحزب وارتباطه هنا او هناك.