مع كل موجة حرب يشهدها قطاع غزة تبرز معطيات جديدة ومفاجئات غير متوقعة على مختلف الصعد سياسيا وعسكريا وشعبيا ولعل توحد الموقف العربي رسميا وشعبيا سواءً الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني او الدول الرافضة او تلك التي في طريقها الى التطبيع.

موقف الجميع واحد وهو ان استفزازات اسرائيل كانت سببا في اشتعال الحرب وحصارها وبناء المستوطنات واقتحامات المسجد الأقصى وقتل واعتقال الفلسطينيين والتضييق عليهم بشكل لا يطاق وكل العرب قادة وحكومات وشعوب على اطلاع بكل ما يعانيه الشعب الفلسطيني ولا يحتاجون لمبررات اسرائيل وكذبها في تسويق مشروعها الخطير المتمثل بتهجير سكان غزة الى سيناء والضفة الى الاردن وتنفيذ مخططها الذي لا يقبله عقل ولا منطق .

واتحد الموقف العربي والاسلامي والروسي والصيني فيما يتعلق بمطلب اقامة الدولة الفلسطينية على حدود67 حسب قرارات الشرعية الدولية التي لا تعيرها اسرائيل وبدعم امريكي اي اهتمام وكان طوفان الأقصى اتت كصخرة القيت في بركة وحركت المياه الراكدة بسبب حالة الشتات التي تعيشها الدول العربية لما تعانيه من حروب وصراعات وجروح لم تندمل حتى اللحظة.

كما وحد طوفان الاقصى الموقف العربي عندما شاهدوا التعصب والانحياز الامريكي والأوروبي مع اسرائيل الى حد تحريك البوارج وحاملات الطائرات وعدم تحملهم فكرة تعرض جنود اسرائيل القتلة والمجرمين للقتل والأسر  وانزعاجهم من تحقيق المقاومة بسلاحها البسيط ذلك النصر المشرف وارتعاب جيش العدو الصهيوني وفقدانه للسيطرة والتوازن بضربة اصابته بالشلل وفضحت هشاشته وضعفه امام العالم .

اتحد الجميع هذه المرة لان ماتمارسه الصهيونية من مجازر وتدمير وتهجير قسري يؤكد للعالم بأسره ان هذا الانتقام وقتل الآلاف من الإطفال والنساء والمدنيين ليس مبرراً مقنعاً للدفاع عن النفس بل حرب إبادة واضحة وضوح الشمس واريد استغلال هزيمة جيش الكيان الصهيوني سببا ومبررا لتهجير سكان القطاع وتنفيذ المخطط المشئوم الذي وئد قبل ان يولد ولن يكتب له النجاح بناءا على المعطيات على أرض الواقع مهما استمات الكيان المغتصب لأرض فلسطين في محاولات تمريرة. 

ختاماً ستنتهي الحرب ايا كان عدد الشهداء وستنتصر غزة وفلسطين ولن تحصد اسرائيل سوى الخزي والعار على ما ترتكب من مجازر دامية وتؤكد نازيتها وإجرامها وكل من يقفون بصفها طال الزمن أم قصر .