تعز ومآسي قادة صنعوا على عجل
الاثنين 04 ديسمبر 2017 - الساعة 03:49 صباحاً
فهمي محمد عبدالرحمن
مقالات للكاتب
قبل عام تقريباً قرأتُ مقال لرفيق راشد محمد يتحدث فيه عن قصة عقيدين في الجيش ، وفي هذا المقال كان خالد فاضل قائد محور تعز احد المعنيين في مقال الرائع وراشد محمد ، كما أن ما تبادر إلى ذهني في ذلك اليوم بعد قراءة المقال كيف تَصنع الصُدف في بعض الاوقات قادة على عجل من الأمر وغالباً ما تكون تلك الصناعة المستعجلة على حساب تغيب قادة حقيقين ومناضلين أستغرق النضال الوطني كامل حياتهم في خدمة الوطن والشعب وهذا التغيب لا تبرز مأسيه في تغيب الاشخاص المناضلين بحد ذاتهم بقدر ما يعني تغيب روح المسئولية تجاه الناس والوطن .
ومع اني لم اعلق يومها على ما قرأت إلا أن مسار الاحداث في تعز أثبتت تحول الصدفة الى ممارسة وموضة في عالم السفري في صناعة القادة العسكرين والسياسين على عجل إبتداءً من الوكلاء وحتى مدراء المكاتب والإدارات وقيادات الجيش والفصائل المسلحة ، وهو ما يستدعي الحديث عن هذه الصناعة الرديئة وخطرها على مستقبل تعز لاسيما وإن قيادات المجتمع ورجال الدولة لاتأتي بمحض الصدفة ولا تُصنع على عجل كما يصنع خبز الطاوة في هذه المدينة .
ماحدث في الايام السابقة من إشتباكات ذهب ضحيتها مواطنيين أبريا ناهيك عن تخويف الناس وقطع الشوارع ومحاصرتهم في بيوتهم لثلاث أيام متواصلة تؤكد أن تلك القيادات صنعتها الصدف وعلى عجل من أمرها ، فهي بقدر ما نجدها قيادات لا تحترم واجبها تجاه المواطنين من منطلق مسؤوليتها ، نجدها في نفس الوقت لا تفهم صلاحيتها القانونية وتقف عند حدودها إحتراماً لسلطة القانون ، والدليل في ذلك على سبيل المثال وليس الحصر ممارسة قائد المحور خالد فاضل تجاه الشرطة العسكرية ، والتي نتج عنها اشتباكات اليوم الاخيرة من الاسبوع الدامي في تعز ، فالقانون لا يخول لقائد المحور أي صلاحيات يمارسها على الشرطة العسكرية بعتبارها هيئة تتبع قيادات الاركان العامة بل العكس من ذلك فالشرطة العسكرية هيئة ضبط وتعقب لأفراد الجيش في حال إرتكابهم للمخالفات والجرائم ، وهذا يعني أن قائد المحور خالد فاضل وأفراده مسؤلون قانونا أمام قائد الشرطة العسكرية جمال الشميري وأفراده وليس العكس !!
................................................................
لمتابعة قناة الرصيف برس على تيلجرام