مقتل صالح تحصيل حاصل ولن تتغير موازين الحرب
الخميس 07 ديسمبر 2017 - الساعة 02:28 صباحاً
فهمي محمد عبدالرحمن
مقالات للكاتب
بمقتل صالح تفاجئ الكثير وقد يُعذرون بذلك ولكن الغريب وتحديدا في تعز هو حزن الكثير على مقتله لاسيما ممن هم في صف الشرعية ، قد يكون دافع اليأس من الحسم وتحقيق الانتصار على قوى الانقلاب من دول التحالف وجيش الشرعية هو الذي دفع بهؤلاء المتباكئين للمراهنة على عصى صالح السحرية في القضاء على الحوثيين خصوصاً أن تلك المراهنة الاخيرة للخلاص من كابوس الحوثيين قامت على وعي زائف عند هؤلاء يعتقد أن صالح مازال قويا وماسك زمام الامور في صنعاء وتحديدا قوى الحرس الجمهوري سابقاً ، ولهذا اصبح صالح بسذاجة الوعي لديهم بطلا وشهيدا وقائداً لإنتفاضة الخلاص للجمهورية اليمنية المختطفة مع أن صالح هو صانع مأساة الجمهورية والانسان في هذا الوطن ولكننا نعيش في ذاكرة مثقوبه .
كما أن الاكثر غرابة في حسابات هؤلاء أن سهولة التمكن من صالح وقتله بهذه السهولة لم ترفع الغشاوة عنهم بل زاد في الاعتقاد أن مقتله سوف يغيير في موازين الحرب في اليمن لصالح الشرعية وإن دخول صنعاء اصبح سهل المنال ، وإذا سلمنا بان التفكير في إستثمار مقتل صالح في معركة الشرعية شي طبيعي فإن ذلك يطرح علينا سؤال يقول ماذا أبقاء صالح لقوى الشرعية من أدوات القوة التي يمكن استثمارها في معركة تحرير صنعاء من قبضة الحوثيين ؟
الحوثيين منذ دخول صنعاء أستثمرو حماقة صالح وحقده على ثورة الشباب ، ولذلك عرفوا من أين تؤكل الكتف ، لذى سيطروا على أدوات قوته التي مكنته من الانقلاب على الثورة بالتحالف معهم ( جهاز الدولة الجيش المال العام ) ثم تحركوا بعد ذلك لسيطرة على وسائل الاعلام ، والقرار السياسي عن طريق اللجان الثورية والمجلس السياسي ، وتحول جموح الحركة في السيطرة الى سيل جارف ولكن الجرف في صنعاء كان على حساب قوة صالح وحزبه وليس على حساب قوة الاخوان كما حدث في عمران ، ولم يكن صالح قادراً أن يواجه هذا الجموح لعدداً من الاسباب تم ذكرها سابقاً فقط اكتفى ان يعيش نشوة الانتصار في طرد خصومة خارج الوطن بينما استمرت الحركة في تفكيك مراكز قوته القبلية والعسكرية وسيطرت حزبه على مقاليدالسلطة تمهيدا للإنتقام منه وحين شعر بالاختناق الشديد حاول إستدعا جماهير حزبه للخروج من المأزق وإستعادة زخم قوته عبر فعاليات جماهيرية يتم تمويلها من الاموال المنهوبة التي تحولت الى رأس مال تجاري وشركات تجارية في الخارج .
في المقابل الحوثيون لم يكنوا غافلين عن مغازي صالح فبينما كان صالح يريد من ذلك استعادة قوته المفقودة وتوجيه رسائل ايجابية لدول التحالف وذلك في الاستعداد لفض الشراكة مع الحوثيين ، كان الحوثيون يصنفون تلك التحركات بالخيانة تمهيداً لقتله بعد أن تم إضعافه والسيطرة على الجيش والسلاح .
بيت القصيد مقتل صالح وبهذه الطريقة هو تحصيل حاصل بعد أن سيطر الحوثيون على كل شي بسبب حماقته وجنون حقده ولهذا لا اتوقع تغير في موازين القوى في مقتله ، صحيح انه يمتلك حزب كبير ولكن بطش قوى الانقلاب سوف تشل حركتهم كما شُلت حركة اعضاء أحزاب اللقاء المشترك في مناطق سيطرتها .