الزمن السياسي
الاحد 17 ديسمبر 2017 - الساعة 02:58 صباحاً
وسام محمد
مقالات للكاتب
كنت دائما أقول أن التاريخ بالنسبة لنا سكان المنطقة العربية الأحياء, كان قد بدأ في العام 2011 مع موجات الربيع العربي التي انطلقت من تونس أوخر ديسمبر من العام السابق.
ولكي نقول أن التاريخ بدأ عند هذه النقطة أو أنتهى عند هذه, فالشيء الوحيد الذي يعطينا الحق في قول ذلك, هو أن يكون هناك سمات سياسيه بارزة. كإندلاع ثورة مثلا أو سقوط أمبرطورية.
وبينما كانت هذه قناعتي التي أستطيع أن أشرحها بأكثر من طريقة, كنت أقول أنه لا يزال من المبكر القول أننا أصبحنا في زمن سياسي, حيث النضال يصبح هو السمة الغالبة على ما عداها, بينما الرغبة في التغيير تشمل أوسع القوى.
خلق الزمن السياسي يرتبط في الأساس بوجود ظروف موضوعية كاملة للثورة, وسواء اندلعت هذه الثورة او لم تندلع, فوجود هذا الزمن يصبح ضرورة لاستكمال تخلق الشروط الذاتية. كما حدث في أربعينات وخمسينات القرن الماضي عندما بدأت إرهاصات ثورات التحرر وبناء الدولة الوطنية.
بالطبع هناك تعابير كثيرة تبدأ في الظهور لتفصح عن طبيعة الزمن, أكثرها غرابة, هي أن تغزو هذه التعابير القلاع التي ظلت لردح من الزمن مناوئة للتغير او تعمل من أجل الحفاظ على الأوضاع السائدة كونها الأوضاع المثالية بالنسبة لها. لكن ايضا عندما تبدأ هذا التعابير تشق طريقها لقطاعات وشرائح جديدة.
في برنامج "ذو فويس كيدس", المخصص للأطفال الذين لديهم مواهب في الغناء والذي يبث الآن من قناة البي بي سي, هذه التعابير تفصح عن نفسها بوضوح. الاطفال قبل ان يغنوا يعبروا عن أحلامهم وتطلعاتهم ويبدو أن أغلبها يتعلق بالرغبة في تغير العالم, يقولوا كلام اكبر من سنهم, وهي ليست مجرد جمل عابرة لأنها على الاقل نابعة واقع يعيشونه. طفلة من العراق لم تكتفي بالقول أن هذا الوضع لازم يتغير, بل أشارت الى الوضع الذي تعيشه العراق اليوم, وكيف كان في الماضي طبقا لما سمعته من حكايات, ثم قالت برصانة: نحن الجيل الذي علينا اعادة بناء كل شيء وجعل الحياة أفضل.
اما المذيعة فقالت ان التغيير قد يبدأ بمبادرة شجاعة, وقد تكون هذه المبادرة أغنية.
مشاهدة ممتعة
للاشتراك في قناة " الرصيف برس " على التلجرام.
إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط