مرحبا بكم في الوحل
الاحد 07 يناير 2018 - الساعة 05:06 صباحاً
وسام محمد
مقالات للكاتب
يبدو انه لم يعد هناك من مهام لمخبري صالح ومنظومته الاعلامية سوى أن يشوهوا مواقف الاشتراكي, يساندهم في ذلك بعض الاصلاحيين. كما درجت العادة. بالطبع مستفيدين من الأداء الركيك لقيادة الحزب وعدم قدرتها على بلورة رؤية وخط نضالي واضح.
نحن كإشتراكيين ندرك ان الحزب ليس قبيلة وهو أحد ميادين الصراع المفتوحة, بين التيارات الوطنية والثورية وبين التيارات الانتهازية. كما ان الحزب لا يتبع شخص او مجموعة تجارية كما انه متجاوز للأوهام والطوائف. لهذا لا وجود للتكتيكات التي تجعل جزء منه هنا وجزء هناك في انتظار لحظة التئام.
مثلا لو فكر شخص كسلطان السامعي ان يعود للحزب في حال ساعدته حالة الميوعة القائمة اليوم في الافلات من العقاب. فعوضا عن أن الاشتراكيين سيكونون اول من يطالب بمحاسبته ومعاقبته, فإن مسألة قبول عودته للحزب ستغدو مستحيلة. وعن نفسي سأكون أول شخص يقدم استقالته من الحزب في حال تم قبول عودة ايا من أولئك الذين أيدوا الثورة المضادة. لأن الكلفة التي دفعناها كإشتراكين جراء انحياز هؤلاء للانقلاب كانت باهضة عوضا عن الجرم الذي ارتكبوه بحق الشعب.
لكن ليست هذه هي الحدود النهائية للقصة. فالتيارات الانتهازية هي عادة خليط من العجز المصلحي والعمل الاستخباراتي ونادرا التقديرات الخاطئة. وطالما ان الحرب مع هذه التيارات مستمرة فعلينا ان نتوقع منها أي موقف يبالغ في تعميق أزمة الحزب.
شخص كطاهر شمسان مجرد مثال بسيط على الاشخاص الحاملين للواء الانتهازية والتوجهات المشبوهة داخل الاشتراكي. فهو وغيره وصلوا الى اعلى الهرم القيادي في الاشتراكي مستفيدين من لحظات وهن مر بها الحزب ولا يزال. واذا كان الاشتراكيين يقبلون دفع ضريبة المواقف المشبوهة رافضين التصالح معها, فهذا هو المؤشر الأهم على مدى حيوية هذا الحزب ومدى قدرته على التجدد والانتصار للمستقبل.
بالتأكيد محاولات إقصاء الحزب الاشتراكي من السلطة الشرعية جاءت كترجمة حرفية لالتقاء رغبات شتى ربما الجامع الوحيد بينها: معادة الاشتراكي. مع ذلك نعرف ان هذه الممارسات الاقصائية لن تكون خالية من الالاعيب التي تمثل آخر الشواهد على أننا لا نزال في عهد صالح واننا لا نزال بحاجة لكلفة اضافية لكي نتجاوز هذا الزمن.
ويبدو اننا لن نعي هذه الالاعيب الا بعد ان يختبرها الجميع ويقدموا ذات الكلفة التي سبق ودفعها الاشتراكي ولا يزال.
اذن مرحبا بكم في الوحل.
للاشتراك في قناة " الرصيف برس " على التلجرام.
إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط