الاصلاح ودورة الصراع القادمة في تصفية الخصوم
الاحد 30 سبتمبر 2018 - الساعة 06:38 صباحاً
عبدالحليم صبر
مقالات للكاتب
ما ان انتهينا من الاقتتال الداخلي الذي حصل قبل فترة قصيرة داخل تعز بين السلفين بقيادة ابو العباس وبين الاصلاح بقيادة عبده فرحان المكنى "سالم" القائد الميداني لجماعة الاخوان في تعز، حتى بدأ اليوم الاصلاح بتشييد دورة جديدة جنوبي تعز في منطقة الحجرية ، يقودها للخلاص من الخصوم . جاء ذلك بعد ان أزاحوا القوة السلفية من داخل مدينة تعز، ولكن على ما يبدو أن هذه المرة سيقودن حربهم ضد أهم رجالات الجيش اليمني و اول لواء عسكري وقف ضد الانقلابين .
يعد الإصلاح معسكره في منطقة يفرس ما بين جبل حبشي و مديرية المعافر ـ و لا ندري تحت اي مسمى ـ ، ويعد الجبولي( القيادي في حزب الإصلاح) معسكره في منطقة الأصابح بمدينة التربة تحت مسمى اللواء الرابع ، في المقابل ما يزال بعض الأفراد ممن التحقوا بالمقاومة في صبر الموادم يبحثون عن اسمائهم التي أسقطت من كشوفات التجنيد رغم ان البعض منهم قد سبق وان استلم راتب والبعض من راتبين ، ولكن على ما يبدو هذا نتاج طبيعي عندما تكون الهوية الحزبية أقوى من الهوية الوطنية.
في تمام الساعة 7:40 مساء يوم الخميس نقل الإصلاح سلاحه على متن اربعة أطقم عسكرية ودينة محمله من مخازن السلاح بتعز إلى مدينة التربة وتم توزيع جزء منه على أعضاءه في المنطقة خلال اليومين السابقين .
يتحجج الاصلاح بكل تلك التحركات ان عادل الاصبحي (وهو احد عناصر عفاش) انه يوزع سلاح لأصحابه ، وهذا عذر قبيح وساذج ، يحاول من خلاله مليشيا الاصلاح نقل صراعته من تعز المدينة، إلى تعز الحجرية في أطار القضاء على اللواء 35 مدرع وتحجيم دورة جغرافيا، بعد أن تمكنوا من أسقاط القوة الحية والفعالة ، ضمن مشروع السيطرة على تعز.
وهذه الحقيقة لتلك التحركات التي تقوم بها هذه المليشيا تأتي بعد أن جاء حسم موضوع تغير خالد فاضل وبعض قيادة الوحدات المسمى عسكرية المحسوبة عليهم ، وهو امر يسعون فيه لترتيب وتقوية حضورهم على أرض الواقع تحسباً لتغيرات قد تضعف هذا الحضور الذين يستمدون منه قوتهم السياسية ومناورتهم في لعب الاوراق أمام السلطات العليا و على المستوي الدولي في فرض الامر الواقع والتعامل معه ، ضمن معادلة الشمال الذي يسيطر علية الحوثي والجنوب الذي يحكموه الجنوبيين .
أن العقلية الدينية التي تدير المشهد للإصلاح الآن هي نفسها التي شاطرت علي صالح الحكم طيلة فترة حكمه ، وهي نفس العقلية الدينية التي تقود الحوثي ، مع أن الأمر مع الاصلاح بدأ اكثر خطورة وهو يقضي على الخصوم باسم الجيش و الأمن ، واذا كان الحوثي قضى على السلطات التي كونها علي صالح خلال فترة حكمه ، فالإصلاح اليوم يقضى على أحلام ملايين اليمنين في الطموح الذي يسعون له في بناء الدولة .