الطبع الخيبة الذي اذاب هوية الجنرالات
الاربعاء 31 أكتوبر 2018 - الساعة 05:52 صباحاً
عبدالحليم صبر
مقالات للكاتب
هل من الضرورة ان يتقدم الصفوف الآولى لمهرجان إي حزب قادة عسكريين وأمنيين؟ وهذا ما حدث اليوم في ذكرى تأسيس الحزب الأشتراكي، وأيضاً في ذكرى تأسيس حزب الناصري، وأيضاً ذكرى حزب الأصلاح.
لفت انتباهي اليوم الصفوف الأمامية التي اكتضت بالقياداة العسكرية والأمنية في احتفالية الحزب، واستغرب ان يتقدم هذه الصفوف اللواء سمير الحاج , واللواء عبدالكريم الصبري, والعميد جمال الشميري, والعميد عبده فرحان, والعميد البحيري, والعميد عبدالعزيز المجيدي, والعقيد عبدالواحد سرحان , والعقيد عبدالملك الاهدال, والعقيد عبدالباسط , وقائد النجدة ...
ارى ان هذه ثقافة دخيلة على الاحزاب والمؤسسات المدنية ، واخاف ان تتجذر مع مرور الوقت داخل المؤسسة العسكرية، و يصبح الحديث عن مؤسسة عسكرية وطنية بعيدة المنال، مع انه إلى لا يوجد أي مؤشر حتى الآن لوجود هذه المؤسسة، ولكن على الأقل خلونا نعيش طموح وحلم فبراير.
العسكر والقادة العسكريين كانوا يجتموا بهذا الشكل إلا في الاعياد الوطنية ، وإلا في مهام وطني ، وهو ما يعطيهم أحترام وتقدير، طبعاً بالأضافة إلى السلوك والولاء الذي يجسد معنى ان تكون عسكريا في زمن المليشيا.
في الحقيقة وبكل فخر أحترم القائد العميدالركن عدنان الحمادي والعميد جميل عقلان اللذان لم تطئ قدمهم إي فعالية حزبية او مقر ، وهذا السلوك يحسد عليه، لا لانهما جاءوا من كوكب أخر لهذه البلاد، بل لانهما يدركا معنى ان تحضر مهرجان حزبي وانت بالبزة العسكرية .
حتى الأحزاب التي تدعي أنها صناعة الرؤى والمشاريع الوطنية، عملها على الأرض مخالف ومغاير لما تتشدق به، بل بكل جهد يسعون لكبح اي شموخ عسكري صاعد.. مع انه ما فيش إي شموخ في هذا الزمن الانحطاطي.. وكل الاحزاب وقعت على مخرجات الحوار الوطني التي أكدت على حيادية المؤسسة العسكرية والأمنية في العمل السياسي ..
طبعاً الدعوة عامة كانت من قبل الحزب، ومن حق إي شخص او قائد الحضور والمشاركة، لكن من الضرورة عند المؤسستين الأمنية والعسكرية ان تكون هذه المشاركة بالصفة الشخصية المدنية، لا بالنجمات والنياشين وعشرات المرافقين .
تصوروا معي اعزائي القراء ان تلك الوجوه المكرره هي في المهرجانات والاعياد الوطنية، والحزبية، والسياسية، والندوات النقاشية ، واللقاءات الاعلامية ، وفي حفل العزاء والعرس والاحتفالات الجامعية ،حتى مدير مكتب المبعوث الأممي لم يسلم من الفصاع امامه ..
بصراحة اليوم كان ناقص فقط جملة واحدة وهي ( وخلال المهرجان الفني والخطابي التقت اللجنة الأمنية والعسكرية وقيادة السلطة المحلية لمناقشة أوضاع الحزب الأشتراكي) ونكون بهذا اللقاء قد استكملنا وضع خطة أمنية شاملة .
بالنسبة لي ـ وهذا راى ـ أن حفل حزبي او سياسي او اي حفل ذات طابع مدني تكتض قاعاته بأكثر من ثلاث اربع مئة قطعة سلاح ، هو حفل ملئ بالرياء والنفاق، وكل ما يقدمة من رسالة هو ذلك الاستعراض فقط.