شيء مخجل ومعيب أن تتحول قضايا كبيرة، بالنسبة لبعض وسائل الاعلام، الى مجال استثماري رخيص، واستغلالها لتسجيل نقاط ضد خصوم سياسيين بعيدا عن الحقيقة. هذا غير مهني وغير سياسي وينطوي على منطق الهزيمة.

تابعت الازمة التي فجرها موقع المصدر أونلاين، قبل اسبوعين تقريبا، بشأن بيان التضامن مع حمود العودي ورفاقه المختطفيين وشعرت بآسف أن منصة راكمت تقاليد مهنية كبيرة، سمحت لنفسها بالانخراط في التضليل لمجرد تسجيل النقاط. لا اريد ان أتوقف عن الثقة بالمصدر أونلاين، أحد قلاعنا الصحفية في زمن اليباب، كتبت مرافعة طويلة، وتراجعت عن نشرها، وضعت خطة للتواصل والنقاش وتراجعت. في النهاية فكرت ان التفكير العاطفي هو المشكلة بينما يفترض آخذ كل شيء في سياقه وأن نتوقع أي حاجة ومن أي حد. 

بعد خبر المصدر أونلاين المضلل بشأن بيان التضامن مع العودي والذي قيل ان الاشتراكي والناصري رفضوا التوقيع عليه لانه اشار للتضامن مع معتقلي الاصلاح، اتضح ان ما ورد لم يكن دقيقا، ثم اصدر الاشتراكي بيان مستقل وكذلك الناصري تضامنا مع العودي ورفاقه وكافة المختطفين والمعتقلين. وصدر بيان عن اصلاح امانة العاصمة تضامن مع العودي ورفاقه وكافة المختطفين ولم يذكر مختطفي الاصلاح بالاسم كما كان يطلب في البيان المشترك وطبعا استكثروا على العودي بيان باسم الامانة العامة للاصلاح.

ثم جاء بيان التضامن مع الجرحى في تعز دون التواصل مع الناصري، بهدف تسجيل نقطة ضده، حيث ظل الاعلام التابع للاصلاح يردد عن أن الاحزاب السياسية في تعز تتضامن مع الجرحى باستثناء الناصري، وهم لم يتواصلوا معاهم اصلا ولم يطلبوا منهم التوقيع على البيان.

ثم جاءت ازمة بيان فريق الخبراء وانه مدري ايش قال على المحافظ نبيل شمسان، بينما لم يرد اي ذكر للمحافظ في تقرير الخبراء. هناك عشرات القضايا واطنان من المعلومات التي تدين محافظ تعز ومن الممكن اخراجها للاعلام، سيبوها واندفعوا نحو فريق الخبراء. دائما تعجبهم العناوين الكبيرة. ثم اتضح ان هناك خطأ تحريري، حيث كانت فقرة محافظ تعز تحليلية بالاستناد الى ما ورد في تقرير الخبراء لكن المحرر دمجها ونسبها للتقرير. مهنيا مفروض يعتذروا عن الخطأ فور اكتشافه، لكن ما حدث هو بيانات واخرى مضادة واشغال الناس بهدرة ما لهاش اول ولا آخر. والى الان لم يعتذروا بشكل رسمي، والمعلومات اللي قلتها لكم عن الخطأ التحريري ذكرها دوبلة في برنامجه بشكل غير رسمي. 

امس كمان شفت خبر عن ان قناة الجمهورية حذفت بعض المحتوى من على حساباتها في مواقع التواصل ورد فيها توصيف قوات بن حبريش بالمليشيات. طيب تحية لهم انهم حذفوا. عرفوا على انفسهم وهذا سلوك مهني جيد. تقوم تعمل منه خبر ليش؟

اليوم اتابع يمن شباب والمهرية وهم يشيرون الى أن احزاب حضرموت كلها متفقة على رفض التصعيد باسثناء الاشتراكي، ويحرصون على إضافة باستثناء للايحاء ان الاشتراكي مع التصعيد. عشية ٢٩ نوفمبر، صدر بيان الامانة العامة للحزب الاشتراكي، حمل موقف واضح مما يحدث في حضرموت، بيان الاحزاب الاخير لم يتعدى ذلك الموقف.

طبعا مافيش معانا وقت ولا مزاج للتوقف عند هذه الامور، لكن اذا توقفنا عندها، وكشفنا بعض من ممارساتهم، يقلبوها غارة. هل يحق لهم ما لا يحق لنا؟ هل يشوفوا أننا وقف لهم؟ طيب من اللي أوقفنا؟ وهل يعتقدوا ان هذه هي الصحافة وانهم بكذا بيفلحوا مثلا؟

▪︎ من صفحة الكاتب على الفيس بوك