الفوضى والاغتيالات بعد غزو الإصلاح لريف تعز

الخميس 29 نوفمبر 2018 - الساعة 01:31 صباحاً

 

 

تمدد اللواء الرابع مشاه جبلي، واللواء 17 مشاه لنطاق سيطرة اللواء 35 مدرع، رفع الحرج عن كل من كانوا يتهربون من إطلاق لفظ "مليشيات الإصلاح" على بعض الألوية العسكرية بتعز، فالإصلاح فرض قياداته المدنية وجلهم من التربويين، كقادة ألوية، وضباطاً كباراً في الجيش، وكذلك فعل مع قياداته "العسكرية" وغالبيتها قيادات إدارية ومالية في الجيش، ولم تخض معارك قتالية حقيقية في الميدان.

 

ونتيجة لذلك؛ فعل اللواء الرابع مشاه جبلي، ما لا يجرؤ على فعله أي (لواء عسكري)، فحتى اللواء 35 مدرع، والمرتبط عضوياً بمديريات الحجرية وصبر، لم يجرؤ على إنشاء معسكرات تبعد من 10 -  20 متراً فقط عن مساكن المدنيين في القرى الآمنة، بينما تجرأ مدرس اللغة، الذي عين قائداً للواء الرابع، بفعل ذلك، ولا تدري، هل هو حب المخاطرة، أم الحماقة، أم الاثنين معاً، مسنودان بخبث وحماقة الراعي الأول لعصابات الظلام في اليمن، الجنرال علي محسن الأحمر!

 

هذا صادم، ومعقول في الوقت نفسه، فالتربوي، قائد اللواء "المستحدث"، أبوبكر الجبولي، مدرس لغة عربية، ومتطرف ديني وحزبي، وأرقى ما وصل إليه هذا المعلم من خبرات عسكرية، توليه منصب سكرتير – أو بلغة الإدارة الحديثة – "مدير مكتب" محافظ محافظة عدن الإصلاحي الأسبق، وحيد رشيد.

لذا، لا نستغرب إن وجدنا مثل هذا التهور، من مدرس وسكرتير متطرف أيديولوجياً، أصبح بسبب رغبته في القتال بعد فض اعتصام رابعة بمصر "كما أعلن في صفحته على فيسبوك"، مؤهلاً بنظر قيادته الحزبية، التي غرسته في الجيش برتبة "قائد لواء"، كيف لا وهو القائل بعد سقوط الإخوان بمصر بأن على الإصلاحيين الانضمام للجيش بأعداد غفيرة، ليدافعوا عن أنفسهم!

 

نعرف جميعاً، أن المعايير العسكرية، تقاس بالقلم والمسطرة، وإذا شاهد أحدكم، بعض مقاطع الفيديو الخاصة بكواليس العروض العسكرية للجيش الصيني مثلاً، سيجد أن الكوفية العسكرية "البريه" مزودة بحزام يربطها تحت ذقن الجندي، حيث يغرس "دبوس" حد بطول معين، يجعل الجندي، يرفع رأسه بمقدار معين أثناء العرض العسكري، ولا يستطيع إنزاله لأن الدبوس "سيوخزه"، وهذا زيادة في النظام والدقة، حتى أنك لو أخذت مسطرة طويلة، وضعتها على ذقون طابور الجنود، ستجدها في مستوى واحد تماماً.

 

إلى هذا الحد، يصل مستوى الانضباط، والدقة، في سلوك الجيوش، ليس في طوابيرها العسكرية، ولا عروضها، بل حتى في مستوى الذقن ورفع هامة الرأس، فيما تقوم "ألوية" عسكرية عندنا، بالتمركز، وإنشاء معسكرات، في مسارح عمليات ألوية أخرى، في مخالفة صريحة لأوامر قياداتها المباشرة، وهو ما نصت عليه أوامر المنطقة العسكرية الرابعة، وهو بعيداً عن أسبابه السياسية، وخبث من يقف وراءه، فإنه من الناحية القانونية يعد تمرداً عسكرياً مكتمل الأركان.

 

سوف لن نخوض في تفاصيل العمل العسكري وأنظمته ومعاييره، وسنترك للقارئ، مهمة تقييم الفارق بين "مليشياتنا" وجيشهم، وسنعود لواقعنا في أسفل سافلين، وإذ ننتقل للواء 17 مشاه، وقائده الفعلي، أستاذ اللغة العربية عبده حمود الصغير، والذي يشغل منصب أركان حرب اللواء، فحين تنطلق حملة أمنية مكلفة من اللجنة الأمنية لممارسة عملها، تشتبك نقطة مستحدثة وغير شرعية تتبع اللواء 17 مشاه مع الحملة المذكورة، وأين؟ في نطاق سيطرة اللواء 35 مدرع.

 

وماذا بعد، هل يتم ضبط من وجه باستحداث النقطة هناك، ومن قاد الاشتباك وأمر بإطلاق النيران على حملة أمنية تابعة للسلطة الشرعية، ويعد متمرداً على قرارات اللجنة الأمنية، وفوق ذلك، يقوم في الوقت ذاته، بالانتشار بأسلحة ثقيلة، وآليات عسكرية، ومدرعات، ويتمدد في نطاق سيطرة اللواء 35 مدرع، ليوسع تمدده في نطاق اللواء المذكور، من حاجز تفتيش، إلى ثكنة عسكرية مدججة بالأسلحة؟ بطبيعة الحال، صمت وتواطؤ وتآمر.

لكن ماذا عن باقي الألوية الموالية للشرعية بمحافظة تعز، أليس لديهم مليشيات؟!

بلى، لديهم مليشيات، وأولها مليشيات اللواء 35 مدرع، ولكن الطريف، أن هذه المليشيات، تتبع الإصلاح بالدرجة الأولى، وهي عبارة عن مجاميع، تم غرسها داخل اللواء، كخلايا نائمة، وذلك بهدف السيطرة على اللواء وقت الحاجة. وقد تم تفعيل هذه الخلايا مؤخراً، فالمئات بقيادة التربوي عبده نعمان الزريقي، يتمردون في التربة، ويتم سحبهم من اللواء 35 مدرع، وضمهم إلى اللواء الرابع مشاه جبلي، الخالي من القوة البشرية، والذي أنشأته الجماعة بقصد اختلاس مقدرات الجيش، وقارب العدد الذي تم تجريفه من اللواء 35 مدرع لهذا اللواء المستنسخ جذعياً، قرابة 2000 جندي.

 

كما أن القيادي الإصلاحي يحيى اسماعيل، يقود ومعه قائد عصابة يُدعى وهيب الهوري، مليشيات اللواء 35 مدرع في المسراخ بتعز، وهذه المليشيات لم تتمرد فحسب، بل أعادت تمركزها في مواقع حساسة، بغرض استهداف مواقع اللواء 35 مدرع في مديريتي المسراخ والمعافر، فيما يتكفل اللواء 17 مشاه ويقابله اللواء الرابع مشاه جبلي، في الإطباق على اللواء بمديريات المواسط والشمايتين والمقاطرة، أما الانقضاض على حيفان والصلو، فتلك مهمة الحوثيين بطبيعة الحال، وحدث أن تزامن هجوم الطرفين على مواقع اللواء 35 مدرع، أكثر من مرة!

 

لقد حاولت مليشيات الإصلاح، وما زالت حتى الآن، تفجير الصراع عسكرياً في الريف الجنوبي لمحافظة تعز، وإن هذه المليشيات التي تُسمى "ألوية"، نفذت عدداً من محاولات الاغتيال الزائفة والوهمية لقيادات عسكرية تابعة لها، في محاولة منها لإشعال الفتنة، وصناعة مبرر لاستهداف اللواء 35 مدرع، وقيادته، وقد فشلت تلك المحاولات، كونها تقع في مناطق انتشار مليشيات الإصلاح، داخل مسرح عمليات اللواء 35 مدرع، ولصعوبة اقناع الحاضنة الشعبية للواء، بالتعاطف مع هذه المليشيات المتآمرة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس