مؤامرة في وجه المشروع 

الثلاثاء 18 أغسطس 2020 - الساعة 03:08 صباحاً

تعز  حاضرة التاريخ  وحاملة لواء التنوير  مدينة العلم والفن والثقافة تواجه اليوم ومن أربع سنوات خلت أعتى حملة تدميرية  ممنهجة تستهدف عمقها الحضاري .

 

تعز حاضرة المدائن اليمنية ورافعة مشاريع التنوير والتثوير  ، تحل عليها اليوم لعنات الحرب وتجارها و خصومات  أعداءها التقليديين لتصيبها بمقتل .

 

حملات ممنهجة  ومساعي حثيثة لمحاولة الإجهاز عليها ، وعلى مشروعها الكبير وسط انشغالها  بمعارك التحرير التي تتصدر مشهده  ، حملات  مدروسة التوجهات والخطى  ،  ولا نظنها قراءة واعية بالأحداث وهي الى التنسيقيات عالية المستوى الأقرب ؛ إذ  ينقض الأعداء والأصدقاء معا " توقيتا وتحركات  ومستوى تصعيد أو خفوت بين بعض هذه الأطراف التي أشرنا اليها سالفا " بالتنسيقيات العالية !!

 

 لتسديد سيلا  من اللكمات المتلاحقة  التي قد تكون في إحداها الضربة القاضية  التي تجعل مدينتا تترنح في حلبة تكثر فيها سكاكين التشريح  ،  وتتعالى فيها   أصوات الصخب و الرقص على تأوهاتها المكلومة  .

 

     يدرك الجميع أن قوة تعز  في وعيها وتعلمها ومشروعها الكبير  الذي حملته  منذ  انبلاج تاريخها الأول  ، ولذلك استثمر خصومها  الحرب وانشغال أهلوها بمعارك التحرير  ، فصدروا اليها ثقافة  القبيلة وسلاحها  لا سلاح التحرير  ،  وثقافة التجهيل والقيم السالبة  في استلاب حضاري مرعي ومدفوع الأجر والوجهة  .

 

 

      قد استثمر الخصوم والأصدقاء حالات انشغالها بمعركة الوطن  والوطنية واليمن الكبير .

لينسلوا ويتسللوا إلى عمقها العفوي ويبثوا فيها  أسوأ القيم  السالبة والثقافات الغريبة عليها و الوافدة و الطاردة  في آن  ،  ويزرعوا فيها السموم  ، وما زلوا يستثمرون صبرها وحلمها وانشغالاتها في جبهات التحدي المتعددة مدنيا وعسكريا  ودفاعا عن كرامة وإرادة هذه المدينة والمشروع الوطني الكبير .

 

       محاولات لاتكل ولا تمل ولا تعبأ ولم يصبها الوهن  _ ما يؤكد حجم التحديات والمشاريع المضادة _ لضرب العمق الحضاري والبعد التنويري  والإرث  المكتسب تاريخيا " _ الذي تتكئ عليها هذه المدينة العامرة بالحلم والحياة وعشق كل جميل وإيجابي  _ وتحويلها إلى بؤرة منفلته متناحرة تحكمها الفوضى ، وتسوسها  قيم  وعقليات القرون الوسطى  قبيلة  ومنطقا  فاسدا "  !!

 

 

        الانقلابيون يستهدفون المنشأت التعليمية في قصفهم من جهة  ،  وفصائل المقاومة و الوحدات العسكرية تحتلها من  جعة أخرى  ،  والتجار والمتربحون  يفتتحون شققا "  للتعليم بمسميات مدارس  خاصة أساسية وثانوية  بل وجامعات ومعاهد وليس فيها ما يتوافق مع الشروط والمعايير العلمية والبيئة الصفية أو المدرسية وحتى الجامعية  من جهة ثالثة  .

 

 

     تعطلت الدراسة في تعز لمدة أربع سنوات ، وتلميذ تعز  وطالبها هو المستهدف  لأنه عدة الغد ومستقبل كل البلاد  ،

 

ولأنه كذلك  وهو مآ يدركه الجميع  ، عمد  أعداء تعز واعداءه إلى الانقضاض عليه في هذه اللحظات الفارقة من زمن المحنة التي تكشر بأنيابها على المنطقة العربية ووطننا جزء من هذا المحيط المستهدف  .

 

    تعطلت العملية التعليمية الذي هو دين وديدن الحياة التعزية  .وتسرح التلاميذ ومن سنوات  أربع ماضية ليكونوا عرضة للفراغ او للأجندات الهدامة والقيم السالبة  ، ومازال هذا التعطيل  له ألف صورة وشكل ولون  .

 

 

فتحت المدارس الخاصة أبواب شققها المفروشة  لاستثمار  هذا التوجه  الجارف واستقبال أفواجه  ومحاولة احتواءه في تلك الشقق السفري  .

 

 وحدهم الميسورين والأغنياء من التحقوا بهذه المدارس  ،  ووحدهم الفقراء من استهدفتهم الحرب والفصائل المقاومة ووحدات الجيش المتمترسة في مدارسهم  ( مدارس الفقراء  ).

 

 توقف رواتب المدرسين  زاد الطين بلة " ،  وعزوف بعضهم القيام بواجبه الأخلاقي والمهني في تأدية الواجب  تحت مبرر دواعي الحاجة والانشغالات الخاصة  ،  وتوجه كثيرين منهم إلى المدارس الخاصة وبأجور زهيدة تحت ضغط الحاجة والجوع ليساهموا في ترك الطلاب  الغلابى  والمعدمين في مدارس خالية العروش من المدرسين والمعلمين إلآ من رحم ربي  .

 

كل ذلك شجع  وفي عملية ممنهجة ومقصودة  لوبي الفساد والإفساد والتربح والاثراء من تحويل شققهم واسطح منازلهم ودكاكينهم إلى مدارس خاصة أساسية وثانوية  بل  وجامعات !!

في تحدي لكل المعايير والقوانين ووجدت في حالات غياب الدولة وهيمنة سلطات  الواقع من يمكنها من مبتغاها ذاك  ، وفي تحدي سافر للجميع.

 

مئات المدارس الخاصة التي فتحت هذا العام  فقط  للتدليل فقط  في مديريات  تعز الرئيسية الثلاث  فقط  ( المظفر  / القاهرة  / صالة  ) .

 

ولأن التعليم أصبح استثمارا وتجارة ، فحدث ولا حرج  ،

و لكم ان تتخيلوا كيف سيكون المنتج والمخرج  !!

 

وحتى تستكمل مشاريع الإجهاز على مشروع الثورة والدولة،  وعلى مشروع الوطن الكبير وتحويل تعز إلى قرية ترتع في دهاليز الجهل  والتجهيل .

 

 

لذلك سعت  تلك العقلية التجارية المتغولة إلى فتح جامعات لاستيعاب تلك المنتجات المخرجة تعليميا" ، بكوادر غير مدربة ولا مؤهلة ولا تحظى في التقييم المجمل بكفاءة او باقتدار  أو بشهادات علمية بل بمعيدين ومتفوقين الخريجين  من الجامعات الرسمية  !!

 

ولكم أن تتخيلوا كل التخصصات  من الطب والهندسة والصيدلة والحاسوب ووو  الخ .

 

وبعضها يستعير كادر جامعة تعز  وأحيانا " من جامعات أهلية خاصة  بل والتطبيق في جامعة تعز  !!

 

كل ذلك  يؤكد أن هناك لوبي يمارس العبث بالمستقبل وبالعملية التعليمية  .

 

  بل وفي مؤشر خطير  تحولت  هذه المدارس والجامعات الخاصة إلى دائرة مغلقة لممارسة  الاستقطاب السياسي لقوى التغول والإفساد  والطامحون لوراثة المشهد  دولة ومقدرات  .

 

 

   ناهيكم عن مخاطر التعليم الخاص وكذا  المخرجات التعليمية التي  تحدث شرخا " نفسيا " و مجتمعيا وانقساما بينيا "'حادا " في المستقبل والأجيال والمجتمع  بل وتضرب أهم  ثلاثة من اهداف الثورة السبتمبرية ومشروع الوطنية اليمنية في العمق  بالتخلي عن إلزامية التعليم  ومجانيته وكذا مجانية الصحة والتداوي ،  وفي تعميق الفجوة في النسيج المجتمعي من خلال تعزيز الفوارق الطبقات المجتمعية وتنميتها بهذه التغذيات المضادة لروح الثورة وواجبات الدولة  !!

ناهيكم عن الهوية المشوهة التي سيخرجها هذا  التدمير الممنهج للعملية التعليمية  وطنيا وثقافيا واجتماعيا  !!

ناهيكم عم يتردد عن استخدام هذه المدارس والجامعات للاستقطاب السياسي بل ولنشر ثقافات هدامة وتدميرية تطرفا و عدائية " .

 

معظم المدارس الخاصة في تعز  مملوكة وبموجب التراخيص لمزاولتها أعمالها  في التدريس  كانت :

 لعسكريين  أو لسياسيين  وكلاهما ينتميان لطرف متغول  !!

 

سعى طرف التغول هذا إلى السيطرة على قطاع التعليم الأهلي ( الخاص ) في الإدارة العامة للتربية والتعليم بعد إزاحة المدير السابق المكلف من هذا المنصب  واستبدال بمتقاعد موالي للجماعة المتغولة ، بل واستبدال الكادر الوظيفي في قطاع التربية عموما وقطاع التعليم الأهلي  أو الخاص خصوصا" ليسهل تراخيص  استثماراته وليشرف عليها عن كثب  وليحجب الرقابة عنها  !!

 

  معظم هذه  المدارس الخاصة إخوانية التمويل والملكية والتربح  ، والبعض الآخر سلفي الملكية والتمويل والعائد  .

 

والمسؤول عن هذه  الاستثمارات وغيرها في وجهها الإخواني هو ( أحمد سعيد فرحان ) رجل الإصلاح ( الظل ) صاحب أكبر مجموعة مدرسية  ( مدارس الأمجاد والفجر وأجيال الأمجاد  وغيرها  ) القائد الفعلي لتجمع الإصلاح بتعز  ومسؤول الاستثمارات الأول ويعد سالم نائبة للؤون العسكرية والأمنية بالمحافظة.

 

وهذه الازدواجية في التعليم  لها عواقبها على المستقبل والنشأ والمجتمع  .

 

التعليم الأهلي ( الخاص ) بات يهدد العملية التعليمية  ، واضحت  تمنح شهائدها لكل من يدفع  وتمارس تدميرا ممنهجا " وتصدر للمستقبل الجهل المعلب  والتجميل المركب .

 

وأصبح كل صاحب مال يتاجر في  التعليم ولن يكلفه ذلك غير ترخيص  ومبنى أيا " كانت مواصفاته وإعلان لكل خريج أو عاطل وبأجور زهيدة .

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس