عن الأمن و حقيقة التآمر في استهداف تعز.
الاحد 02 ديسمبر 2018 - الساعة 03:51 صباحاً
عبدالحليم صبر
مقالات للكاتب
أن ألقاء القبض على المتهمين والمطلوبين أمنياً، ليس هدفاً في حد ذاته، بل هو وسيلة لغاية، تتمثل في الحصول على أمن واستقرار المجتمع، وهي غاية نبيلة لا يمكن لأحد رفضها أو نكرانها.. وأنصار هذه الغاية هم تقريباً عامة الناس بكل شرائحه، بإستثناء من لصق أسماءهم في قوائم التاريخ وهم تجار الحروب ..
غير أن الحديث و الربط بين هذه الغاية التي أصبحت بعيدة المنال أمام كل التحديات والتعقيدات والوسائل التي ما تزال قيد التنفيذ، بحاجة أولاً لفهم العلاقة المتينه و المنسوجة بين القادة العسكريين والأمنيين و بين العناصر المقلقة للسكينة العامة.
وهي علاقة نعرف انها تشكل جزء منها في الجبهات و جزء أخر تشكل خلال التفاهمات وترتيب المصالح لبعض القادة.
و لفهم هذه العلاقة التي نمت لا يمكن ان يكون فقط في القاء القبض على هذه العناصر، بل تبدأ بإزاحة كثير من القيادات الأمنية والعسكرية عن المشهد .. وهو ما يحدث حالياً. لأن القائد العسكري الذي كان يعزز الجبهات بهذه العناصر ويصرف لهم الذخيرة والسلاح، لا يمكن أن يضحي بهم، وهو يرى أن قوته جاءت وتشكلت في الميدان القتالي من خلالهم ، بالإضافة إلى أن هذ التشكيل صنع ( ميزان القوى في الميداني القتالي )، مُثل لدى القادة نقطة ضعف تضعهم في حرج و أحتياج دائم لهم .
بعد هذه الحقيقة المرة نستطيع أن ننقل الحديث إلى ضفة أخرى، وهي ضفة يسكنها الغموض الكثيف منذ ان تشكلت، ويعد هذا الغموض تعبير مهم عن الانحياز الكامل للفوضى ،بدلاً من أن يكون هناك حقيقة واضحه عن ما يدور يستند اليها الناس.
يقود هذا الغموض مدير شرطة تعز الذي قبل بأن يكون ضياء الحق السامعي المشرف الاعلى لأداره شرطة تعز، وبدورنا كمواطيين مهتمين بالشأن العام ملزمون ومن مسؤولينا الأخلاقية في نقل الحقيقة للرأي العام وإيضاح الصورة كما هي حتى لا نبقى معلقين بالوهم ..
لم تكون الحقيقة غائبة على الناس، بل مغيّبة عنهم، ولعل هذا الإصرار في تغيب الحقيقة هو جزء كبير من التآمر الذي حصل على أبو العباس، وشيطنة بقائه داخل مدينة تعز، مع أن القيادي ابو العباس شكل تواجده داخل المدينة توازن كبير، مُثل على الأقل هذا التوازن في تحرير جامعة تعز، ثم الحفاظ عليها، مما عجل ذلك في العودة مبكراً إلى مواصلة العملية التعليمة، دون أن ترضخ هذه المؤسسة التعليمية الهامة لأي مساومة حزبية في تغير الهرم الرئاسي.
نمى هذا التآمر حين صمت البعض عن ما حدث من انتهاكات طوال الفترة السابقة من عبيد الهضبة بحق المواطنيين، وفي حال استمر الصمت هذا، سيكون ابناء تعز في مرمى الاستهداف المتكرر و أولهم قادة تعز أمثال عدنان الحمادي والدكتور أمين محمود وغيرهم من المناضلين مثل فؤاد الشدادي. و لأجل ايقاف هذا الزحف الهضبوي الذي يحاول الزج بتعز للصراع والاقتتال، ينبغي اولاً اعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية، و أزاحه الأوجه التي اصبحت تالفة ، وهي اوجه شاركت في انتشار الجريمة وتعاملات مع مرتكبيها وفق المصالح التي تحمي وجودهم وتضمن لهم استمرار الاموال التي يجنوها من عملية بيع الاسلحة والتهريب التي تحدث.