نقطة نظام

السبت 09 مارس 2019 - الساعة 04:31 صباحاً

 

 

في منشوره قبل اسبوع ألمح الصديق عامر السعيدي الى خيانة نسبها الى ما اطلق عليه ب"اليسار القذر" تسببت في سقوط بعض المواقع في حجور.

هذا التلميح اثار استغراب كثيرين فالحرب في حجور عبارة عن انتفاضة مسلحة قام بها الاهالي من تلقاء انفسهم, ولا يوجد احزاب مشتركة في الحرب بشكل رسمي.

ولأنه تلميح كان من الواضح انه سيكون له ما بعده, فقد دفعني كغيري لتقصي الامر, فعرفت ان هناك شيخ قبلي كان قبل الحرب سكرتير للحزب الاشتراكي في احدى مديريات حجور. وبعد انقلاب الحوثي وربما قبل ذلك, هذا الشيخ اصبح متحوثا كغيره بسبب دوافع قد تكون قبلية او سلالية او حتى ارتزاق, لكننا في الاشتراكي نعرف ان هذا يحدث بسبب ضعف الحزب وتعاسة قياداته.

عندما سيطر الحوثي على حجة, كان هناك فراغ في قيادة الحزب بالمحافظة, فدفع الحوثي بهذا الشيخ ليكون سكرتيرا أولا للاشتراكي (وهذه معلومة يوردها عامر نفسه) مستثمرا توهان الحزب واساسا ترهل الوضع التنظيمي في جميع محافظات الشمال.

التلميح الذي لم يفهمه البعض, اعتبره البعض الاخر مجرد تنفيس يمكن تفهمه من شخص يشاهد اهله يستباحون من قبل مليشيا طائفية بعد ان قدموا اروع صور البطولة وخذلهم الجميع. لكنها ايام فقط وسيظهر أن الأمر الهدف منه تشويه صورة الاشتراكي (الذي تتصارع بداخله تيارات عدة ويتوزع شبابه على مختلف الجبهات) واظهار انه مجرد متأمر مع الحوثي. فالوصف هو للإشتراكي وليس للشيخ المتحوث كما في المنشور اللاحق, والحديث عن الخيانة لا يمكن اطلاقها على شخص متحوث هو بمثابة عدو, فالخيانة لا تاتي إلا ممن يمكن اعتباره صديقا.

نقد الاشتراكي وخطه التعيس مسألة واجبة, ونحن نقوم بهذا منذ اربعة اعوام. لا يكفي ان باقي القوى السياسية حولت الحرب الى تجارة وفصائل خيانات وتذبذب حتى يصبح الاشتراكي معذورا. أما الحديث عن هذا الشخص المتحوث فلو ان هناك نقد فهو ذو طبيعة اجرائية. بمعنى ان اللوم يفترض ان ينصب على تقاعس قيادة الاشتراكي وعدم اتخاذها الاجراء المناسب بحق شخص ينتحل صفة حزبية ويعمل على تشويه مواقف الحزب. أما القول ان الاشتراكي بكله يحارب حجور ويهزمها فهذا حديث يتجاوز المنطق والمعقول ويدخل في دائرة السفالة والخسة, ليس من عامر بالطبع وان كان ذنبه ولكن ممن سيطرب لهذه الموسيقى السمجة ثم سيعمل على عزفها. هناك من يتحدث عن تورط موقع صحيفة الصحوة التابع للاصلاح في ترويج ذات التفاهات (لست متأكدا).

في حجور يوجد عشرات المشائخ المؤتمرين الذين يقاتلون مع الحوثي, وفي حجة كما هو حال باقي المحافظات المسيطر عليها من قبل الحوثي مئات المشائخ الاصلاحين الذين لم يعد لهم راي, وهناك قيادة المؤتمر الرئيسية في صنعاء تعمل مع الحوثي بينما تتمسك بها باقي تيارات المؤتمر التي يفترض انها واقفة ضده. حكايات كثيرة في الحقيقة لا يمكن قرأتها إلا في سياق الحرب الدائرة وما احدثته من تشرخات ومن اظهار أزمة القوى السياسية إلى السطح.

لكن من لديه أهداف قذرة سوف ينصب اهتمامه على حرف انتباه الناس عن المعركة الرئيسية وادخالهم ازغاط. عامر بريء إلا من لا وعيه او هذا ما يمكننا اعتقاده. أما البقية فهم مستقصدون ويخفون أهداف قذرة لا نزال غير مصدقين انهم يحملونها, أما كشفها فمرتبط بالمعركة الرئيسية وما يخدمها.

في الاخير الحزب الاشتراكي هو الوحيد من اتخذ اجراءات تنظيمية في حق بعض قياداته بسبب عملهم مع المليشيات الحوثية, جمد عضويتهم بضغط محموم من قواعده (نعرف أن هذا لا يكفي) بينما باقي القوى السياسية تضع رجل هنا ورجل هنا, مرة بدافع الخوف ومرات بسبب تشوش الرؤية واحيانا بفعل الاستقطابات البينية التي تريد تحويل معركة اليمنيين الى مستنقع انتقامات على حساب حياتنا ودمائنا ومستقبلنا.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس