الأزمة المالية في لبنان تجبر نصر الله على الخضوع وطلب المساعدة من أمريكا
الاربعاء 08 يوليو 2020 - الساعة 08:26 مساءً
المصدر : متابعات خاصة
قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، إن "حزب الله" لا يمانع أن تقدم أمريكا مساعدات إلى لبنان، مضيفا: "التوجه شرقا لا يعني الانقطاع عن الغرب".
وأوضح نصر الله في خطاب له بأنه لا يمانع أن تقدم الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات إلى لبنان في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة.
وقال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، في كلمة متلفزة: "التوجه شرقا لا يعني أن ندير ظهرنا للغرب أو أن نقاطع أحدا"، مضيفا: "على الرغم من أن أمريكا عدو لنا، إلا أنه لا مانع لدينا أن تأتي لمساعدة لبنان".
ويأتي ذلك، في إشارة إلى مقترح سابق، بالتوجه نحو الشرق من أجل المساهمة في إصلاح الاقتصاد اللبناني.
ولفت نصر الله إلى أن "البعض أظهر كلامنا عن التوجه شرقا وكأننا نريد أن ندخل لبنان في محاور، لكننا لا نريد قطع أي أوكسيجين عن أحد ونضع كل اعتباراتنا جانبا ليعبر لبنان هذه المرحلة الصعبة".
وتابع نصرالله قائلا: "سمعت من بعض الشخصيات تقول "هم يريدون تحويل لبنان إلى النموذج الإيراني"، نحن لم نقل ذلك، نحن نطلب منهم مساعدتنا وإلا فهم محتاجون للعملة الصعبة"، وأضاف: "عندما يقبل الإيراني ببيع المشتقات النفطية للبنان بالليرة اللبنانية فهو يضحي".
وقال نصرالله إن "لا يجب تعطيل مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي، لكن يجب أيضا فتح كل المسارات التي تمنع الانهيار والجوع بلبنان".
وتابع نصر الله: "الوضع الحالي وما يعيشه اللبنانيون على المستوى الاقتصادي والمعيشي يحتاج إلى إخلاص وجهود الجميع"، مضيفا: "يجب أن نكون منفتحين على العالم باستثناء إسرائيل".
ووصف مراقبون حديث نصرالله بالاستسلام بوجه أمريكا في ظل الأزمة المالية الحادة التي يشهدها لبنان والانهيار الحاد في سعر صرف الليرة اللبنانية ، ويضع البنك الدولي عدة شروط لمساعدة لبنان على رأسها مراقبة المنافذ كالمطارات والموانئ وهو ما يرفضه حزب الله.
وتقف أمريكا خلف هذه الشروط لكسر هيمنة حزب الله على القرار في لبنان وسط اتهامات للحزب بالتورط في تهريب العملة الصعبة والمتاجرة بها.
وشهد لبنان أربع حالات انتحار خلال الأسبوع الحالي، بفعل ضيق العيش وتدهور الأحوال الاقتصادية في البلاد ،في ظل انهيار متسارع في الأحوال الاقتصادية، يعد الأكثر سوءا منذ عقود.
ويأتي كل ذلك مترافقا مع تردي غير مسبوق في قيمة الليرة اللبنانية، والتي تخطى سعر صرفها مقابل الدولار، حاجز التسعة آلاف ليرة للدولار الواحد، خلال الأيام الماضية.
في حين يشير الرقم الرسمي لقيمة الليرة إلى 1507 ليرات للدولار الواحد، وهو ما تسبب بدوره في موجة من الغلاء الفاحش، والتآكل في القدرة الشرائية لعدد كبير من اللبنانيين.
وكان حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، قد اتهم واشنطن في خطاب له مؤخرا، بأنها سبب نقص الدولار في لبنان، قائلاً: "إن واشنطن تمنع العملة الأجنبية من الدخول إلى لبنان، وتضغط على مصرفها المركزي حتى لا يضخ مبالغ جديدة في الاقتصاد"، واصفاً أزمة الدولار بأنها: "قضية أمن قومي، ولم تعد مشكلة اقتصادية".
وقد ردت السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا، على نصر الله خلال حوار صحفي بإن "واشنطن لا تمنع دخول الدولارات إلى لبنان، والكلام عن أن أميركا وراء الأزمة الاقتصادية تلفيقات كاذبة، والحقيقة أن عقوداً من الفساد ومن القرارات غير المستدامة في لبنان تسببت بهذه الأزمة"