الإخوان والخطر القادم على العالم

الجمعه 12 ابريل 2019 - الساعة 02:32 صباحاً

 

 

إن القارئ المتمعن في جماعة الإخوان المسلمين على مدى قرن كامل عن النشأءة وآلية التوسع والوسائل والطرق التي استخدمتها الجماعة وكيف طورت امبراطوريتها الإقتصادية والإعلامية وعن تأثيرات الجماعه على الأنظمة العربية طيلة الفترة وكيف واجهت كل المشاريع العربيه.

وعن تأثيرها في مؤسسية الدولة في المنطقة العربية وبناء سلطات موازيه لسلطات الدولة ومؤسسات بديلة للمؤسسات العامة وعن علاقتها بالأنظمة الحاكمة وعن حركة الأموال لهذه الجماعه وتوجهاتها الايدلوجية وطموحها في إقامة الخلافه التي تحلم بها والتي تعيد من خلاله منظومة الدولة لتبقى تحت مظلة سلطة الدين على حساب مفهوم الدولة المتطور وفق رؤية قومية تستطيع ان تواجه عوامل العولمة بالتأثر والتأثير لا الذوبان الكلي في الثقافات الأخرى التي تجتاح العالم.

لقد شكلت هذه الجماعة التي تم انشائها من قبل الاستخبارات الدولية الهادفة الى تمكين إسرائيل من بناء دولتها في ظل خلق صراعات داخلية تواجه اي نظام عربي قد يشكل خطرا على بناء هذه الدولة.

وقد تم الايعاز من قبل الاستخبارات التي انشأت هذه الجماعة لممالك وسلطنات الدول الناشئة في الحجاز بدعمها لتساعد هذه الممالك والسلطنات من السيطرة على القرار العربي باستخدام العصبوية المذهبية والنعرات الطائفية للإصولية الإسلاميه السنية في مقابل المد الشيعي الذي يعمل على توسيع الدولة الفارسية والذي هو ايضا يغذى من نفس الجهاز الاستخباراتي الذي غادر المنطقه كتواجد قوة ومنح الشعوب حق الاستقلال الشكلي وغرس ادواته الجديدة الناعمة التي تمكنه من تحقيق مصالحه دون ان يتحمل اي تبعات مالية.

لقد تعزز دور الجماعة في تبنيها مشروع الصحوة في مواجهة المشروع القومي الذي جاء بعد الثورة المصرية والثورات العربية اللاحقة وتناغم ايضا هذا المشروع مع مشروع الصحوة للثورة الايرانية الذي جاء بالخميني في وقت لاحق  ليلعب على الضفة الأخرى خدمة للمشروع..

ورغم ان الجماعة وفقا لمنشأها تهدف الى ان تكون نظام حكم ظل ولم يطمحوا على الإطلاق بأن يكونوا حكاما حيث ان الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في بناء سلطتها ومؤسساتها البديلة لا يمكن لحاكم ان يستخدمها لانها وسائل تفتقد الى حس المسؤلية وخارجة عن منطق التفكير السوي احيانا.

 الا ان الجماعة وبعد ان اصبحت دولة في داخل كل دولة تتواجد فيها قد اغراها في تجاوز المخطط لها من المؤسس وبحسب ضغوط القواعد وتعدد اقطاب الشراكة الذي زاد من اطماعها بان تكون على رأس انظمة الحكومة في المنطقة العربية معلنة عودة الخلافة رسمية مستفيدة من ثورات الربيع العربي معتقدة ان الدعم التي كانت تتلقاه كسلطات ظل سيستمر من اقطاب النظام العالمي الجديد الذين يستخدمونها وسيلة لتحقيق اهدافهم الاستراتيجية في المنطقة وخصوصا بعد توجههم لبوصلتها نحو مواجهة الداعمين القدامى لها واستخدامها كوسيلة للإطاحة بهذه الأنظمة ولتبديد ثرواتهم من خلال رفع سقف الحماية لهذه الأنظمة من القوى العظمى لمواجهة خطر هذه الجماعة التي اصبحت إمبراطورية مالية واعلامية وعسكرية وأمنية لكنها لا تمتلك مشروع ولارؤية وتبقى غرفة التحكم الآليه لها في غرفة ذلك الجهاز الذي انشأها لتكون نكستها الكبيرة من مصر مجددا .

اليوم ومنذ 2011 وبعد النكسة التي تلقتها الجماعة عمد المخرج الى الاشارة لهذه الجماعة بتوزيع ثرواتها التي تتعاظم مع توليها استغلال ايرادات الثورات وغسيل اموال الانظمة السابقة وحولها نحو المحافظ المخصصهة لها في تركيا وماليزيا وجنوب افريقيا والكثير من دول العالم وسط رقابة دولية على حركة هذه الأموال عبر منظومات رقابة على غسيل الأموال التي سخرتها الاجهزة الإستخباراتية لهذه الجماعة لتكون شريكه لها اقتصاديا وتوصلها الى حيث يراد لها الوصول.

 فيما كان النزوح الجماعي لعناصر الجماعة من كل الدول العربية من تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا فرصة جديده للجماعة للدفع بالكثير من عناصرها المؤهلة علميا ومعرفيا للنزوح في كل دول العالم لتقوم بتنظيم تواجدهم عبر التنظيم الدولي في مكونات وخلايا تقوم بأنشطة وتحول اليهم الأموال لدعم هذه الأنشطة بغية تنشيط فروع الجماعة في كل بلدان العالم .

 

لقد كتبت عقب تفجير الجامع في نيوزلندا ان العملية قد تكون مخطط لها عبر جماعة تستهدف استغلال هذه العملية في تهيئة الظروف لجماعة ما لتنفيذ مخططاتها في إدارة شئؤون الجاليات المسلمة في كل العالم وحتى يكون هذا المشروع ممكنا فلابد من وجود خطرا حقيقيا على المسلمين يجبرهم على تنظيم جالياتهم بصورة افضل ويسهل عليهم تنفيذ انشطتهم التنظيمية في ظروف اقل من الرقابة لهذه البلدان باعتبار المسلمين مستهدفين وان من يقف في وجه ذلك تسخر الجماعة منظومتها الإعلامية له لتكيل له الكثير من التهم بأنه يعادي الاسلام والمسلمين وانه يخل بالمبادئ الأساسية التي تكفلها قوانين حقوق الانسان والقوانين المنظمة للهجرة واللجوء ..

 

كنت قد كتبت هذا قبل ان اعلم ان الاسترالي الذي نفذ الجريمة قد زار تركيا اصلا وبنيت شكوكي حينما لاحظت الكتابات التي تتحدث عن الخلافة العثمانية.

اما بعد معرفتي بزيارة المنفذ الاسترالي لتركيا عدة مرات وبعد اطلاعي على تقرير لمراسل ال بي بي سي الذي اوضح كيف استغل اردوغان الحادثة ليوضفها ضد خصومه قبل الانتخابات البلدية بوصفه زعيم الحزب الخصم انه يتعاون مع منظمات تعلن كراهيتها للإسلام .

كل هذه القرائن تجعل من احتمالية قيام الجماعة بالتخطيط عن بعد وتهيئة المنفذ للجريمة من خلال تحفيز الجانب العدائي وربما تسهيل ظروف التنفيذ للجريمة وتجعل من شكوكي أمر وارد .

وهذا لا يعني بالتأكيد انني اكثر فهما ومعرفه من الاجهزة الاستخباراتية الدولية التي تبحث عن الدوافع التي دفعت بالجاني لارتكابه الجريمة.

لكن تبقى عملية معرفة سيكلوجية التفكير لدى هذه الجماعة في تنفيذ جرائمها على المستوى المحلي والتشابه لهذه الحوادث مع حوادث محلية تعمل هذه الجماعة على استثمار الدماء والموت لخصومها ولعناصرها احيانا لمكاسب سياسية ونتيجة لتوفر المعلومات المؤكدة عن نشر هذه الجماعة لعناصرها في كل دول اوروبا ومعرفة المخطط الذي يليه من تنظيم فروعها بالعالم امر يميز تفكيرنا عن تفكير اكبر المنظومات الدولية التي قد لا تمتلك كل المعطيات التي تضع هذه الجماعه في قائمة الاتهام بهذه الحادثة او بغيرها كما ان المعاناة التي نعانيها من هذه الجماعة كل يوم تجعل مننا خبراء دوليين في دراسة سيكلوجية التفكير لهذه الجماعة وطرقها الإجرامية المتعددة.

 

خصوصا وان هذه الجماعة تسعى على احكام قبضتها على الجاليات المسلمة في كل العالم واستخدامها موردا اقتصاديا وايضا لإدارة هذه الجاليات بشكل يسعى الى تمكينها لأن تكون جزء من القرار السياسي لهذه البلدان باستخدام هذه الكتل المنظمة من المهاجرين واللاجئين . وما يزيد من احتمالية تمكن هذه الجماعة من تنفيذ مشروعها التوسعي في العالم هو ما يبدوا وكأنه الضوء الأخضر الممنوح لهذه الجماعة بالتوسع من قبل الإدارة الاستخباراتية التي عمدت الى انشائها لتحقق لها المكاسب من خلال استخدامها كورقة من اوراق هذا الجهاز للضغط على الانظمة الأوروبية والغربية لضمان خروج آمن واستعادة بناء القدرات الأحادية بمساندة الولايات المتحده الأمريكية بعد ان نفذت المشروع في المنطقة العربية بنجاح.

وعلى كل حال تبقى هذه الجماعة الايدلوجية التي تمتلك جزءا كبير من ادوات التأثير على القرار الدولي من مال وإعلام وجماعات موت ووسائل تجسس  وبما تنتهزه من فرص الشراكة لمنظومات دولية تقوم بتنفيذ اجندتها مقابل تحقيق اهداف توسعية تبقى خطرا يهدد العالم باسره.

وخطرا اكبر على الاسلام من خلال تنامي حالة الكراهية له بسبب تنامي هذه الجماعات وتاثيراتها الكارثية على الشعوب والأمم .

ويبقى المخيف حقا هو عدم وجود مراكز دراسات بحثية متخصصة في دراسة هذه الجماعة وطرقها ووسائلها وتأثيراتها على النظام العربي والعالمي وعلى حجم المخاطر التي ستلحق بالعالم من تنامي هذه الجماعة وتوسع مخططاتها ودراسات شامله تدرس كيفية مواجهتها وآلية تفكيكها والتقليل من خطرها .

ويبقى المخيف الأكثر عدم وجود توجه دولي حقيقي للتحرك بكل قوة لتصنيف هذه الجماعة كجماعة ارهابيه باعتبارها الجماعة الأم التي تشكلت القاعده وداعش منها ومنها ستتشكل كل جماعة عنفية ارهابية وفق متطلبات المخططات الدولية .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس