رابع صفعة يتلقاها الاصلاح خلال اربعة اسابيع
الاحد 14 ابريل 2019 - الساعة 04:32 صباحاً
وسام محمد
مقالات للكاتب
رابع صفعة يتلقاها الاصلاح في ظرف اربعة اسابيع. وكلها من صنع يده. بينما يظل يعتقد انه يتكتك.
الاولى كانت بالحملة الامنية التي مثل الاصلاح غطاء لها وكان من الممكن اخراجها بصورة أخرى لكي تحظى بتأييد شعبي بدلا من تحولها الى مصدر للنقمة.
الثانية مسيرة اخرجها الاصلاح بصورة انفرادية وشاطحة ايضا رفعت صور بن زايد بينما لهم ثلاث سنين يحاربوا ابو العباس باعتباره يشتغل مع الامارات.
الثالثة مسيرة الناصرين وما سبقها ورافقها من ذعر للاصلاحيين.
الرابعة عبارة عن صفعة مزدوجة تمثل شقها الاول باعلان تحالف القوى السياسية الذي ظل الاصلاح يعرقل اشهاره منذ ثلاث سنوات. بينما شقها الثاني بذهابهم للحشد والدهدهة لعارف جامل بأن يخرج بمسيرة لكن ايضا بسبب فشلهم الذريع الذي جعل المؤتمر قادرا على الحشد لأول مرة منذ فبراير 2011. هذا الحشد سيجعل الاصلاح في قادم الايام مضطرا لتقاسم الوظائف مع المؤتمرين الذين اصبحوا جزء من تحالف سياسي وايضا لديهم رئيس للبرلمان وقدرة على الحشد. وبالنسبة لصور الزعيم ستعود وعارف جامل سيتم توظيفه ضدهم كما حدث في السابق.
مع هذه الصفعات تسقط اوراق كثيرة. ورقة ابو العباس مثلا كانت قد سقطت عقب الحملة الأمنية الاولى عندما اعلن استعداده لمغادرة المدينة لكن الاصلاح من باب التكتكة اصدر بيان يشيد ببطولات ابو العباس ويناشده العدول عن قرراه ولم يكن هذا منبعه حسن النوايا فالحملة الاخيرة وضحت كل شيء واهدرت دماء الضحايا من منتسبي الجيش عندما ذهبت تبحث عن مطلوبين امنيا بطريقة انتقائية وفجة وبمشاركة اشخاص مطلوبين امنيا. وفي المسيرة التي اخرجها الاصلاح سقطت ورقة الامارات. وبمسيرة الناصرين سقطت ورقة احتكار التحشيد, وفي التحشيد لعارف جامل سقطت ورقة ان الناصري يعيد تأهيل المؤتمر. اعني ان الناس لن يصدقوا الاصلاح عندما يشهر هذه القضايا ويجعلها جزء من خطابه. لكن سيبقى من حقهم بناء مواقف مستقلة بمعزل عن تصورات وخصومات الاصلاح.
اذن بهذه الطريقة يواصل الاصلاح السقوط بينما خصومه يتفوقون عليه, بدون اي جهد يذكر, بعد ان يكون قد بيض صفحاتهم. والسبب انه فرط باللحظة التاريخية واستسلم لمخاوفه. كان مسار التحرير والاخلاص له كفيل بمواجهة كل تلك المخاوف التي جعلته يلف الحبل على رقبته.
اليوم لم يعد للاصلاح من خصم سوى نبيل الصوفي. وهذا الاخير يظهر براعة مقارنة بما يظهره الاصلاح من عدامة وقلة حيلة.
الانتصار الوحيد الذي سيبقى محسوبا للاصلاح هو اختطاف ايوب الصالحي واكرم حميد واخفائهم وعدم اطلاق سراحهم. فهذه هي النقطة التي لا يقبل الاصلاح التنازل عنها سواء بالود أو بالعداوة. ببساطة لأنهم اشتراكين والاصلاح مستعد ان يتنازل للشيطان الازرق لكن الاشتراكي يبقى في الذهنية الاصلاحية كما في ادبيات الثمانينات شيطان احمر.