صناعة الارهاب في تعز ؟!

الثلاثاء 14 مايو 2019 - الساعة 07:43 صباحاً

 

معروف ان تنظيم القاعدة اعلن خروجه من محافظة تعز منذ سنتين تقريبا ببيان رسمي كجهة يمكن تعليق الاتهام عليها فقداستخدم كطرف مخلص ومغطي لعجر الاجهزة الامنية في القيام بواجبها ازاء الجرائم زمنا طويلا ،مع ان كثير منها تحدث دون علمه (ذات الطابع الارهابي) بحسب التوصيف الامني.

بعدها نشأت لدينا (موضة) الاغتيالات واحتضان المجاميع المنفلتة واستخدمت ورقة في الصراع البيني ،وشهدنا معها اغتيالات لعناصر الجيش واغتيالات تاخذ شكل التصفية للحسابات الضيقة والشخصية ربما كانت في الاغلب .

تطور الامر الى حرب شوارع بين المجاميع وبعضها ،لينحصر الامر في النهاية بين كتلتين للاسلام السياسي الاصلاح المتحكم بالكتلة الاكبر تقابلها كتائب ابي العباس السلفية واخذتا الكتلتان تمارسان الاقتتال والاحتراب عبر دورات عنف متفاوتة ،شكلت في مجملها ارهابا حقيقيا على المدنين .

واخذ كل طرف يشن حربا ضروسا ضد خصمة تفوق ابو العباس اخلاقيا ولو نسبيا قياسا بخصمه الذي (فجر) في الخصومة لدرجة السقوط الاخلاقي ،فمن استخدام امكانات الدولة والجبهات لشن الحروب العبثية بين الفينة والاخرى الى توظيف القبح الاعلامي من الصاق الاتهامات وصناعة الاشاعات لشيطنة الكتائب مرورا بفقاعات المقابر الجماعية واحبار الطباعة لمؤسسة الجمهورية وصناعة المتفجرات (المخزية ) وصولا الى شن حرب الاجتثاث والتهجير الاخيرة.

خروج ابو العباس من معادلة المدينة شجع الطرف الاخر لمواصلة خوض المعارك في الجبهات المدنية لاسقاط المؤسسات بيد عناصره واخضاع من يظن انه مايزال يشكل خطر قهرا عبر الاجهزة التي يفرض سيطرته عليها لتبدو انها في الظاهر اجهزة دولة وفي الحقيقة ادوات لتنفيذ اجندة سياسية.

تمكن الطرف المنتصر والمجهز بجيش قوامه اربعين الف كل مفاصله (ملك اليمين ) وسلاح التحالف وامواله ان يطبق السيطرة الكاملة على مدينة تعز والضواحي القريبة.

وهنا لاغرابة ان يبدأ هذا الطرف ذا السلطة المطلقة اليد في ممارسة الارهاب بكافة صوره واشكاله ،في ابتداع اسليب جديدة لخلق المبررات والصاق التهم بالخصوم حتى يتسنى له البطش بهم .

بعد انسحاب كتائب ابي العباس من المسرح لابد من ايجاد وسيلة جديدة لخلق عدو جديد ،وبدأنا نشهد مسلسل العبوات الناسفة في اكثر من مشهد الاول في الزنوج يذهب ضحيته شابان على الاقل لم يؤبه له لعله يكون ناتج عن مقتضيات المعركة ،لكن ان تتبعها اخريات في شارع جمال شارع الثورة والدولة كما نسميه فالمسألة فيها نظر ؟!

اي ان هذا الشارع في قلوب وحدقات عيون كل ابناء تعز فكيف لا يكون كذلك من جيش واجهزة امن وشرطة غالبيتهم في هذا الشارع ..؟!

وتبع ذلك تفجير آخر لعبوة في بئر باشا كلها خلال اقل من اسبوع ..؟!

هذة العبوات تجعلنا نعيد التفكير في واقعة استهداف طقما قرب جبل هان على مايبدو غربي تعز قبل شهرين وراح ضحيته عدد من الشهداء كانوا على متنه جلهم من ابناء صبر ؟!

هذا اللغز لن يحله سوى امر واحد وهو هيكلة الجيش والامن وفق اسس صحيحة.

الى الآن الرواية الامنية غائبة وان حضرت فلن يصدقها احدبالتاكيد، نتيجة حالة الخلط التي نشأت مؤخرا فلم يعد يفرق بين ماهو حزبي سياسي او امني عسكري ،وبات الرأي العام مندفع لما استقر في وعيه لتفسير مايجري من حوله .

الفجور السياسي لعله اكبر مصدر للارهاب الذي يمكن ان تعيشه تعز اذاماقارنا ذلك مع تمارسة سلطة الامر الواقع للسيطرة وفرض الاجندة.

كانت آخرفضيحة تجلى فيه السقوط الاخلاقي مع اجتياح هيئة مستشفى الثورة ومداهمة المكاتب وغرف السكن ليخرج البيان رقم واحد منها يتضمن منشطات جنسية وخمر (بلدي) وووالخ ؟!

هذا وحده كاف لتبرير حالة الاجتياح للمستشفى واعلان حالة الطوارئ ...؟!

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس