لو كان العميد الشميري.... لتحركوا لأجله!
الاربعاء 29 مايو 2019 - الساعة 08:58 صباحاً
صلاح الجندي
مقالات للكاتب
أربعة أيام مضت منذ اختطاف العميد جمال الشميري قائد الشرطة العسكرية بتعز، دون أدنى تحرك مسؤول من سلطتنا المحلية والعسكرية في تعز، عدا تلك الرسالة الهزيلة إلى محافظ لحج، والمذيلة بتوقيع وكيل أول محافظة تعز المخلافي، وبلغة لا رسمية تثير كثيراً من الشكوك حول الجهة المسؤولة عن اختطافه، قال المخلافي إن من بين العصابة التي اختطفت العميد الشميري أربعة يتكلمون اللهجة التعزية، واثنين يتكلمون لهجة جنوبية.
وفي جانب آخر لم تكن قضية العميد الشميري ذات أهمية لدى أحزابنا المتهالكة، كما لم تكن مادة مهمة لتناولها إعلامياً في قنوات الزيف والانحطاط الأخلاقي والمهني، والتي لا تتورع في أن تسوق كل القباحات وتغطي عليها بسيل من الأكاذيب والافتراءات، فمثلاً: أين قناة يمن شباب من هذه الجريمة، وهي التي سارعت لتبني أكذوبة الاعتداء على الجرحى في مستشفى الثورة بعد مرور ساعات على نشر الأكذوبة، والتشهير بالأستاذ وليد الحميري، وغض الطرف عن حادثة اقتحام المستشفى والاعتداء على رئيس الهيئة د. أحمد أنعم، ثم أين إعلام المقر وتفاعلاتهم التي لا تتوقف عن نشر الإساءات لكل مختلف، والتغطية على كل القباحات والجرائم؟!
المفارقة العجيبة، أن العميد الشميري كان أداة رئيسية في حادثة مستشفى الثورة وكيلاً للمقر وسلطة الأمر الواقع، مهتماً جداً للقبض على أ.وليد الحميري ترضية لمن خذلوه اليوم وأخضعوه سابقاً، أو هم السبب في اختطافه، وليته كان يعلم أنه ضحية تالية وأنه سيخذل، وأنا لا أعتقد أنه إن عاد سيفهم، فقد أرهبوا شجاعته وشرف عسكريته مرة تلو مرة، أو يكن ما لا أتصوره.
أنا هنا، أتضامن مع العميد الشميري، ولا أرى في اختطافه إلا جريمة نكراء، كما أرى في هذا الصمت الخاذل أكبر جريمة، وإساءة للجيش برمته، وإهانة لقائد مهما اختلفنا معه لا نرضى بأن يكون في محل غير القانون.. ثم إنني لا أرجو أن تكون قضية الشميري، وهو قائد رفيع في الجيش، مثار إيضاح لمشكلة مناطقية مقيتة، يكرسها رجال السلطة في تعز بسلبيتهم وتخاذلهم وربما تواطئهم، فقد بتنا نقرأ ونسمع لو كان العميد الشميري من شرعب أو صبر أو جبل حبشي لكان الأمر مختلفاً، ولتحركوا لأجله!!