المتشدقون بحرية التعبير!
السبت 01 يونيو 2019 - الساعة 08:01 صباحاً
سعيد عبدالله
مقالات للكاتب
ما هي حرية التعبير التي تتشدقون بها؟ تلعنون خصومكم وتشيطنونهم وتنسبون لهم كل خطايا الكون وتكفرونهم وتتهمونهم بالعمالة والارتزاق واللاوطنية..
فإذا رد خصومكم على نفس منطقكم وبذات الأدوات عبر الفيس والوسائل الإعلامية صحتم ياللهول إنهم يمارسون القمع وينتهكون حقنا في التعبير، يالثارات التعبير..
والحرية والديمقراطية يهددون الحق في الاختلاف والتنوع وهات يا عويل..
هو ايش معنى التنوع عندكم؟
أن يكون لكم وحدكم حق التعبير ضد خصومكم بلا سقف وبلا حدود.. لكم أنتم فقط ويمنع على خصومكم التعبير دفاعاً عن أنفسهم وخياراتهم...
كل من يمارس حق التعبير في الاتجاه المعاكس لكم هو في الأصل بلا خيار ولا اختيار ولا مشروع له وإنما يرد عليكم ويعبر مقابل المال فهو مرتزق وعميل وأجير وبلا أخلاق ولا قيم وليس بمسلم أصلاً ولو كان مسلماً ما رد عليكم!
إذا قلت إن خصمك شيطان ماذا عليه أن يفعل؟ يرد عليك مثلاً فيقول إي والله تصدق، كلامك صح أنا شيطان فعلاً؟ أو يسكت لأن حرية التعبير لكم فقط؟
مشكلتكم ليست في حرية التعبير أبداً.
منذ أربع سنوات وأنتم تعبرون بكل ما تريدون وما يطلبه الممولون..
لقد عبرتم حتى بلسان القاعدة وتنظيم داعش، ومؤخراً عبرتم بلسان الحوثيين وتحولتم إلى إعلام حربي.
مشكلتكم بالتحديد هي أنه لم يكن غيركم في الساحة يعبر عما يراه فيكم ومنكم، كنتم أنتم الإعلام والاغتيال والقمع والتهديد بكل أنواعه ترهيباً بالاستهداف الإعلامي المباشر لكل من يقول لكم لا وإسكاتاً بالترغيب في الأموال والمناصب..
واليوم تبدل الحال وأصبح للمقموعين منكم قدرة على التعبير والرد بالمثل..
وأنتم لا تحتملون هذا الوضع.. وترونه غير عادل وغير منصف..
وهذه مشكلتكم..
عدم الاستيعاب والاعتراف بالمتغيرات...
الابتزاز وصل إلى حد المتاجرة بأعراضكم وأعضائكم التناسلية.. وهذه نتيجة طبيعية لمن استعصى عليه فهم أنه لم يعد وحده صاحب الحق الحصري في كل شيء..