الجنرال العجور والاخوان .. وباء يفتك بالشرعية
الاربعاء 26 يونيو 2019 - الساعة 06:16 صباحاً
نديم الناصر
مقالات للكاتب
تعددت اصوات النعيق الاخوانية في الفترة الاخيرة تجاه الامارات العربية بشكل لافت في الوقت الذي لا يزالون منقسمون على السعودية لان جزء منهم لازال يعيش على ماتتفضل به عليهم .
هذا التصعيد الاخواني كما يفسره مراقبون بأنه دليل على اقتراب اكتمال المساعي المبذولة من قبل تركيا و قطر للتقريب بين جماعة الاخوان وجماعة الحوثي مع تجاوز الخلاف العقائدي ( ولاية الفقية ، و الحاكمية لله ).
بالاضافة الى عوامل أخرى أهمها استباق لموقف الامارات الجاد بتصحيح وضع الجبهات وانتشالها من سباتها الذي قد طال .
خمس سنوات من الحرب تتوالى وجماعة الاخوان تمارس التضليل واستبدال الحقائق وسرد مبرراتهم عن الفشل في الجانب العسكري بنغمات مخزية وترديد خطاب صار ممل بهدف تحقيق اغراض سياسية من خلال اتهام التحالف العربي بالتقصيير واعاقة التحرير.
كل ذلك جعل المواطن حائر وقلق وهو يعرف ان خزائن الاخوان ومخازنهم قد فاضت بالاموال والسلاح (سعودية ، واماراتية ).
لقد وصل الاماراتيين والسعوديين الى تقيم خطير لما يسمى جبهات الشرعية المسيطر عليها من الاصلاح ، وتبين لهم يقينا بأنه لاوجود لجبهات ولا لما يسمى جيش وطني ، وأن ما قاله وزير الدفاع بأن 70 % من الجيش وهمي اي أن الـ30% قوة فعلية هو كذب حاول فيه الحفاظ على ماء وجه ، لقد تيقن الاشقاء ان لا جيش موجود وأن ما هو موجود " شعب مسلح وفق نظرية القذافي الذي عندما احتاج لهم لم يجد احد حولة".
لقد تصدر علي محسن المشهد لبناء جيش ومواجهة الانقلاب معتمدا على جماعته واستبعاد الاخرين ليثبت ان جماعة الاخوان هي " الرحم الكبيرة" الذي ولدت منه جماعات التطرف .
لقد اوكل له هادي هذه المهمة !! وهو لازال يعيش في ذهول و فزع مما يجري .
كان الكثير مصدوما لعودة هذا العجوز الذي فشل في جولات ست وخرج هاربا "بمحرم ومتدثرا بملابس معيبة" ، وتحت امرته فرقة كاملة العتاد والعدة قيل باعلام الاخوان انها من حمت ثورة الشباب من تهور صالح ، كما كانت جاهزة تحت امرته جماعات لاتعرف الا الدم خاضوا حروبا في افغانستان والشيشان ....الخ ، وهناك مليشيات حزب سياسي قيل حينها ان صنعاء تحت رحمة خمسين الف مقاتل عقائدي كانت كلمات الزنداني وعلماء اخرين هي زادهم ودافعهم الى الجنة .
كل هذا الحشد المخيف لم ياخذ من جماعة الحوثي يوما واحدا لكنسهم محافظة محافظة؛
وكان من بينهم قيادات اخوانية تنعق اليوم رافضة وجود الاماراتين والتحالف .
والحقيقة أنه لولا تدخل التحالف العربي لكانت جماعة الحوثي اليوم تعيث بالبلاد فسادا وكان هؤلاء الناعقين يتوسلون لدى حماعة الحوثي بالعودة حتى وان كانت معيشتهم في تركيا او قطر احسن حالا .
ان جماعة الاخوان لاتتعلم من تجاربها الفاشلة وتكرر اخطائها ، بات المتابع لها يعجز عن إيجاد حالة نجاح واحدة نجح الاخوان واستمروا فيها .
لقد قيل لنا في الماضي ان التكرار يعلم الحمار ، خاب هذا المثل مع جماعة الاخوان لنكتشف ان العقل الجمعي لديهم مصاب بخلل ؛ لقد عمل الاخوان على استنزاف التحالف العربي مالا وسلاحا سواء من السعودية او الامارات ولم يظهر على الارض انجاز تحقق بل عملوا ضد التحرير بخلق فتن وصراعات في مناطق الشرعية .
تآمروا على الضالع وسلموها للحوثي من اجل اخلاء عدن من قواة معينة ستندفع للدفاع عن الضالع
لينقض الاخوان على عدن وكان غيرهم اشطر لتثور ثائرتهم لهذا الفشل الذي اصيف الى خيبتهم .
لا حل اليوم لتحرير البلاد الا بتقييم الجبهات بالاعتماد على جيش وطني وليس الشعب المسلح ، وتسليمة لعساكر محترفين وليس لمدرسين .
أن بقاء الملف العسكري بيد علي محسن وجماعته يعني إطالة الحرب والازمة في اليمن الى ما لانهاية ؛ ومن الغير المجدي الرهان على افتضاح امرهم فلم تعد في ووجوههم ماء ليحافظوا عليه؛ ولم يعودوا يخافون التعري فقد تعودوا على ذلك .