الحمادي.. ومسؤوليته في حماية المحور الغربي لتعز
الجمعه 26 يوليو 2019 - الساعة 07:06 صباحاً
عبدالحليم صبر
مقالات للكاتب
إذا كان الإنسان هو المحور الأول لهذه الحياة، فإن محور الشر هم الإخوان المسلمون والحوثيون، إذ تعتبر هذه النظرية سارية ومعمولاً بها لدى كل الشعوب التي عانت من هذا الصداع، والتي من شأنها اتخذت هذه الشعوب حلولاً جذرية وجادة من أجل الخلاص، لا يقل عن ما قام به السيد "عبدالفتاح السيسي" رئيس جمهورية مصر، مؤخراً، وعدد من الدول التي شكلت فارقاً فيما يتعلق بالدولة بعد أن قضت على الإخوان المسلمين.
إنه لمن الغباء حين نفكر بأنهم شركاء في أي سلطة قادمة، وهذا الأمر لا علاقة له بمفهوم الديمقراطية التي فلسفها أنصار الدولة، وهذه القناعة من منطلق تجارب متعددة سار ضحيتها آلاف المناضلين والقادة اليساريين. فكل التجارب التي خاضها الإخوان مع شركائهم كانت من أجل وصولهم للسلطة والاستحواذ عليها وتصفية الخصوم. ولعل تحالفهم مع أحزاب المشترك بعد أن قتلوا صاحب هذا المشروع، ثم قبلها مشاركتهم نظام صالح للحكم بعد أن شاركوا في قتل الرموز الوطنية، دليل يفضح هذه العصابات وحجم تآمرها على الشعوب.
ويكفي اليوم موقفهم من الجيش الوطني ورمزه العميد الركن عدنان الحمادي، وسعيهم المكثف في دعم العصابات المسلحة في مناطق سيطرته ومسرح عملياته، بكل إمكانيات الحرب المراد خوضها في بوابة المحور الغربي لتعز ــ الحجرية (منطقة الكلائبة)، حتى إنه وصل سقف الدعم إلى السلاح الثقيل والذخيرة، يرافقه التهليل والتكبير والتسبيح في سبيل المعركة التي يخططون فيها إحكام السيطرة على المحور الغربي ــ الحجرية.
يتعامل الإخوان المسلمون مع المحور الغربي (الحجرية) كمشروع يرأسه العميد الركن عدنان الحمادي، وليس كجغرافيا، ولديهم اعتقاد أن هذا المشروع يهدد تواجدهم مستقبلاً في تعز، بعد أن كانت قد بدأت ملامح هذا المشروع الوطني تتشكل سياسياً في الدكتور أمين أحمد محمود، حتى بات من الضرورة في نظرهم الإسراع في توقيف هذا المشروع.
من البوابة الشمالية للمحور الغربي ــ الحجرية (منطقة نجد قسيم) يدفع الإخوان "بـنزيه" الملقب بالطاهش في واجهة المشهد، ويقف خلفه القيادي في الإخوان المسلمين "خالد حسان" المكلف من قبل سالم بمهام إشعال الحرب تحت الغطاء الذي يضمن تعاطف المجتمع معهم، مع أخذ الاعتبار لأولئك الذين اختاروهم بعناية في تقديمهم الصفوف الأمامية للمعركة حتى يتمكن إدارتها وفق المخطط المرسوم. ومن البوابة الجنوبية يدفعون باللواء الرابع، لكن هذه المرة تحت مبرر "استعادة البوابير المحملة بالملفات المجندين" حسب ما ورد في المذكرة الصادرة من مركز القيادة والسيطرة بمحور تعز، متهمين في المذكرة بأن المسلحين تابعين للواء 35، وهذا التصرف غير المسؤول يأتي في سياق تهييج المجندين وكسب مشروعية الطلقة الأولى.
ساعد الإعلام الموجه والغرف المدارة والممولة من قطر، في تشتيت ذهنية المجتمع التعزي تحديداً حول معظم القضايا المتعلقة بأمورهم الحياتية اليومية، فتجد من ينضم إلى صف الإخوان بصوته، بدون قصد، هو متأثر بطبيعة الحال بالإمبراطورية الإعلامية القطرية التي تعبث باليمن، وهذا أمر يدفع المجتمع ثمناً كبيراً مقابله، لا يقل عن ما يدفعه اليوم أبناء المدينة القديم من انتهاكات طالت كل بيت، بعد أن سكت البعض عن ما حدث داخل المدينة.
هذا الشتات الذي عمد الإخوان على توطينه في ذاكرة المجتمع جعل البعض يرى التحرك العسكري الذي يقوم به العميد عدنان الحمادي لتأمين وحماية المحور الغربي لتعز (الحجرية)، كالتحرك المليشاوي للإخوان المسلمين الذي يسعى للقضاء على الرمز الوطني للحجرية، وهذه النقطة مهم أن ينتبه لها أبناء الحجرية خصوصاً، ش تعز عموماً، حتى لا نقع في انتكاسة "عبد الرقيب النعمان" ولا نسقط في فخ "عبدالله عبد العالم".
من خلال التجارب السابق، نثق بقدرة الرمز الوطني العميد الحمادي، نثق فيه كرجل عسكري في كبح أي تواجد مليشياوي يمثله الإصلاح أو الحوثي، ونثق به كرجل سياسي يقرأ كل ما يدار من حوله، وكرجل مجتمعي قادر على لم شمل المجتمع بما يعزز من تماسكه صفاً في مواجهة أي صلف أو تمرد داخل الحجرية.