خطاب مسرب للمخابرات.. هل تستغل أنقرة "القاعدة" للبقاء في ليبيا؟ وثيقة
السبت 26 يونيو 2021 - الساعة 12:04 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - العين الإخبارية
خاطب رئيس جهاز المخابرات الليبية اللواء حسين العائب رئيس الحكومة، بشأن عزم تنظيم القاعدة الإرهابي تنفيذ عمليات غربي البلاد.
وأوضح خطاب مسرب نشرته وسائل إعلام ليبية أن جهاز المخابرات الليبي تواردت إليه معلومات شبه مؤكدة أن ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يعتزم تنفيذ عمليات إرهابية في ليبيا وتحديدا بالمنطقة الغربية (طرابلس - الزاوية - صرمان).
وطالب العائب في الخطاب الذي يحمل ختم السرية رئيس الحكومة بإصدار تعليماته بتوخي الحيطة والحذر ورفع درجة الاستعداد والتأهب الأمني، تحسبا لأي طارئ.
وأثار تسرب الخطاب إلى الإعلام حفيظة الليبيين حول دلالات التوقيت خاصة أنه موسوم بالـ"سري وعاجل وهام" وموجه من جهات أمنية يفترض أن تعي معنى السرية، -رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية وجهاز الأمن الداخلي، وجهاز مكافحة الإرهاب وجهاز دعم الاستقرار- .
نموذج داعش في سرت
ويرى ناشطون ليبيون أن الخطاب تكرار لتجربة الإرهاب في سرت فبعد سنوات من إنكار وجود تنظيم داعش الإرهابي فيها اضطرت المليشيات للاعتراف بوجوده في المدينة حين أرادت التمويل والدعم الدولي والسياسي.
واعتبروا أن المنطقة لا تخلو من تنظيم القاعدة منذ سنوات وسبق ونفذ العديد من العمليات الإرهابية بها وزاد عددهم مع توافد المرتزقة والتنظيمات التكفيرية من سوريا وهو ما كانت تنكره الحكومات المتعاقبة، لمنع الجيش الليبي من محاربة الإرهاب من المنطقة والاستمرار في السيطرة على هذه المناطق الحيوية بالقرب من موانئ النفط والغاز.
وأوضح الناشطون أنه ليس من المستبعد أن تكون أنقرة وراء تسريب هذا الخطاب في هذا التوقيت بهدف التحجج فيما بعد بمحاربة الإرهاب لاستثنائها من القرارات الدولية بالخروج الفوري لكافة المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.
تركيا ترفض خروجها من ليبيا
وتحفظت تركيا على بند إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا خلال مؤتمر "برلين2" المنعقد، الأربعاء بالعاصمة الألمانية، في الوقت الذي أعلن فيه وزراء خارجية الدول المعنية بليبيا تمسكا دوليا كاملا بانسحاب المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، والمضي قدما في مسار انتخابات ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها مستمرة في تدريب المليشيات، كجزء من اتفاقية التدريب والمشورة والاستشارات العسكرية، في تحد سافر لـ"إعلان برلين 2".
وتسيطر تركيا على عدد من القواعد العسكرية والجوية والبحرية في الغرب الليبي، أشهرها: قاعدة الوطية، وقاعدة معيتيقة وقاعدة الخمس البحرية.
كما جندت أنقرة أكثر من 18 ألف مرتزق سوري، أعيد أغلبهم بعد انتهاء عقودهم، إضافة إلى 10 آلاف إرهابي من جنسيات أخرى بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية، قتل منهم 496، حسب بيانات سابقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويستمر وجود مرتزقة أنقرة في ليبيا رغم التصريحات الأممية والليبية الرافضة لوجود قوات ومرتزقة أجانب داخل البلاد، ورغم القرارات الأممية بحظر التسليح المفروضة على ليبيا منذ 2011 واتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.