اليمن من الدولة الفاشلة الى كنتونات متناحرة..!

الثلاثاء 02 فبراير 2021 - الساعة 06:41 مساءً

 

رغم الغياب الحقيقي لدولة المؤسسية في اليمن، الا انها كانت اليمن شبه دولة اقرب الى الدولة الفاشلة،  وهذا يعود لسوء النظام السياسي الحاكم،  وعدم اهليته للحكم،  وفشله السياسي و الإداري و التحاصص الذي كان ماثل فيما بين اقطاب منظومة الحكم آنذاك ما قبل الربيع اليمني في العام 2011 و الذي تعرض لعملية احتوى انتهت بعملية سياسية فاشلة تعثرت بفعل التكتيك الخبيث الذي اختطه الانقلاب المناطقي المشحون بالعصبية التي ارتكز عليها النظام السياسي الفاشل..! 

 

ذهبت اليمن بعد الانقلاب وبسببه منحى السقوط التام للدولة الفاشلة، ليجد اليمنيين انفسهم في حضرة الكنتونات المحلية المرتبطة بالأقليم. 

 

رغم وجود الشرعية كمصطلح سياسي فأن المناطق المحررة ليست مرتبطة بالشرعية السياسية لأن الصف الأول لشرعية توزع ليؤدي الأدوار الوظيفية للإقليم بعيداً عن المشروعية و الشرعية السياسية التي ترتكز عليها العملية السياسية التي تعطلت بفعل الانقلاب في 21 ايلول 2014.

 

اما الحوثيون وهم حركة عنصرية إرهابية فهم جزء من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني،  قد استطاعوا السيطرة على المناطق الشمالية الجبلية بحكم خبرتهم في حرب الجبال و تحت الغطاء المذهبي،  واسهم الإقليم المناوئ لهم في تعزيز سلطتهم بحكم غياب الإستراتجية و عدم القناعة بأن مشكلة اليمن تتمثل في غياب الدولة التي يستوجب الدفع بقوة في اتجاه بناءها بشكل سليم بعيداً عن هوس النفوذ و التحكم من خلال الإدوات و المكونات التي ستؤدي هذا الدور.. و هذا عزز الشتات داخل المنظومة السياسية المناوئة لمشروع ايران بفعل حدة الأستقطاب و محاولة تكريس النفوذ و تقاسمها... والذي بدوره خلق كنتونات لا وطنية تشبه طوائف الإندلس في اواخر عهد الدولة الإسلامية التي سقطت بسبب الفساد وتعدد الرؤوس و الحروب التي خاضها العرب من اجل ملوك الطوائف. 

 

لا يمكن ان تنهض اليمن الا بوجود مشروع وطني جامع وحامل سياسي وطني يؤمن به و يعمل بكل اخلاص من اجله.. اما بالشكل الذي تعيشه اليمن فهو اخر مراحل الدولة الفاشلة الكنتونات المتخاصمة والتي دفعها الحقد والفجور في الخصومات لتكون ادوات بالوكالة او امتداد للفاشية العابرة للحدود بأسم الثورة الخمينية.. التي عزز حضورها بصنعاء الخصام الماثل بين الاطراف المناوئة لها والفساد و الغياب الحقيقي لشعور بالمسؤولية و الإستراتيجية و التهافت على التحاصص في سلطة ضائعه و لدولة غائبه الاولى ان تُبنى بالشكل الأنسب والجاذب في المناطق المحررة وليس العكس..!

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس