يكفي "براااااااامول" !

الثلاثاء 30 نوفمبر 2021 - الساعة 07:21 مساءً

قد يكون الشعب اليمني من أكثر الشعوب استخداما للمسكنات والمهدئات بمختلف اصنافها ومسمياتها كالبارامول وغيره ، وقد اعتاد أغلب اليمنين على استخدام المسكنات بشكل مفرط و عشوائي ..

 

ولا يكتفي المواطن اليمني بإستخدام البرامول وغيره من المسكنات بشكل وقدر مناسب ومحدود عند الشعور ببعض الألم او الصداع العارض او الحمى البسيطة والعارضة ولكن يداوم على استخدام البرامول و المسكنات بشكل مفرط وعشوائي وفي حالات قد يكون فيها الألم اكبر  والصداع والحمى أشد واخطر وتمثل اعراضا لمرض معين أو علة معينة  فيكتفي المواطن بالبرامول و بغيره من المسكنات  دون أن يكلف نفسه الذهاب إلى الطبيب ودون أن يحاول معرفة سبب أو أسباب الألم والوجع أو الحمى والصداع وتشخيص طبيعة وحقيقة المرض والعمل على معالجة اصل العلة و المرض واستخدام العلاج المناسب والكفيل بالقضاء على المرض والعلة..

 

وهكذا فكلما استمر وزاد الألم والوجع والصداع والحمى زاد استخدام المواطن للبرامول واستمر في استخدامه والاكثار منه.. ومع مرور الأيام تقل فاعلية البرامول والمسكنات ويصبح غير ذي جدوى  فلا خف ألالم والوجع ولا انتهى المرض  بل أنه قد يؤدي إلى تفاقم المرض والإصابة بالقرحة  ...

   

واذا كانت هذه هي قصة المواطن اليمني مع البرامول فإن للمسؤولين عن هذا المواطن وعن هذا الشعب وللحكام وللقيادة وللحكومة قصة مشابهة مع ( البرامول ) ولها برامولها الخاص ومسكناتها الخاصة وتعاملها الخاص مع ( الأمراض) التي تصيب الدولة والمجتمع ، فإذا دققنا النظر في طريقة وأسلوب تعامل سلطة وقيادة وحكومة الشرعية مع مختلف القضايا والاختلالات والأزمات السياسية والإدارية والأمنية والاقتصادية والمعيشية  ..

 

فسنجد أنها تتعامل معها بعقلية وأسلوب ( البرامول ) واستخدام المسكنات والمهدئات ، فلها برامولها الخاص ومسكناتها الخاصة والمتعددة والتي تلجأ إليها مع كل قضية ومشكلة وخلل واختلال وعند كل أزمة وعلة ومع كل انين وكل صيحة وكل شكوى للمواطنين ومع كل تذمر وغضب وتحرك للشارع ، وبدلا من التشخيص الدقيق والعميق ( للمرض ) وللعلة والأسباب والمسببات، وبدلا من العمل الجاد على العلاج الجذري( للمرض ) وإيجاد الحلول الجذرية والحقيقية للأزمة وبدلا من معالجة الاختلالات وإصلاح السياسات والمؤسسات تلجأ إلى ( البرامول ) والمسكنات، والى متصاص الغضب والتذمر الشعبي والى بعض الإجراءات والقرارلت التخديرية والمسكنة وإن استدعى الأمر يتم إجراء بعض التغيرات الشكلية وبعض التغير في لون الطلاء و بعض التغيرات المحدودة المتعلقة بالغلاف والشكل والمظهر  ولكنها لا تمس الجوهر والمضمون والسياسات ..

 

وسريعا ما تتبخر تلك الاحراءات وتلك القرارات ويزول أثر وتأثير تلك المسكنات ويظل ( المرض ) جاثما ومتفشيا وتظل ( الجراثيم والميكروبات ) تنخر في الجسد المنهك والمترهل ، ويظل الخلل قائما وتظل الأزمة قائمة ، ويظل المواطن يعاني و يأن ويصيح ويشكو ويناشد .. ولكن لا حياة ( لإبن هادي ) ولا لنائبه  ولا لحكومته وقياداته ومسؤلية ومستشاريه ورجال ما تبقى من دولته وشرعيته ..

 

وقد لا يتوقف الأمر عند مجرد بقاء المرض والعلة والأزمة ولكن تتسع الأزمة ويتسع الخرق  ويتفاقم المرض وتتسع وتتفاقم ( القرحة ) في المجتمع وفيما تبقى من جسد الشرعية الدولة الرخوة ... 

 

والى جانب ( البرامول الحكومي ) والمسكنات الحكومية يتم تجريع الشعب أنواع وأصناف إضافية من البرامول والمسكنات الأخرى والخاصة والتي تتمثل ( برامول ) الإجتماعات والوعود والخطابات والتصريحات  والبيانات ، و في جرعات يومية واسبوعية ودورية من ( برامول ) تجار الدين وخطباء ووعاظ الكراسي والمصالح و الجماعات والأحزاب .. ، وبرامول تجار الحروب والمتمصلحين والمتسلطين ، وجرعات من البرامول السياسي والحزبي والنقابي والإعلامي والمشيخي والاجتماعي والعسكري... ، و(برامول ) الأبواق والمصفقين والمطبلين والمبررين الجدد 

وبرامول .....وبرامول.....و.....و .....

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس