المخطط القطري لملشنة اليمن واستنزاف المملكة والإمارات

الجمعه 11 أغسطس 2017 - الساعة 01:01 صباحاً

 

أصدر حزب الإصلاح اليمني في 4 ابريل 2015 بيان يرحب بعاصفة الحزم لدعم الشرعية اليمنية والتي انطلقت في 26 مارس 2015.

منذ الوهلة التي أعلن حزب الإصلاح موقف رسمي يؤيد عاصفة الحزم قدم الحزب نفسه لتحالف العربي كقوة عسكرية ينبغي التعامل معها ودعمها لمواجهة المليشيات الأنقلابية.

كما أن الآلة الإعلامية التابعة لحزب الإصلاح رددت مصطلحات المجوس والرافضة وما الى ذلك من خطاب فج يشرعن لطائفية ونشوب صراع سياسي تحت شعارات دينية تنضوي في قالبي الشيعة والسنة.

وهذا ينم عن رغبة حزب الإصلاح في تحوير القضية اليمنية وحشرها في قضايا بعيدة عن الواقع المتمثل بالأنقلاب على الشرعية التوافقية ومبادرة الخليج ومخرجات الحوار الوطني.

لكن الحزب ذهب بعيداً متجاهلاً ذلك ليس غبى وإنما لأن حزب الإصلاح يخوض حربه  كجزء من تنظيم دولي يستند الى تركيا وقطر كأنظمة راعية وممولة لتنظيم الأخوان الحامل لمشروع الخلافة، اضافةً الى خلفيته الفكرية المعادية للعروبة والكافرة بالحدود الوطنية وكل ما يتصل بذلك..!!

 

فعلاً استطاع حزب الإصلاح تقديم نفسه بطرق أخرى أيضاً حتى احكم سيطرته على الملف العسكري من خلال وصول الجنرال محسن الى منصب النائب وإزاحة بحاح، وهذا منح حزب الإصلاح رافداً الى جانب رئيس أركان الجيش الحالي الذي كان قائداً للمنطقة السادسة المسؤولة عن النطاق الجغرافي ممثل بالعاصمة صنعاء وعمران والذي كان دوره وسيطاً أثناء المعارك التي دارت بين السلفيين واللواء 310  ومليشيات الحوثي في عمران..!

 

لقد تحققت رغبات حزب الإصلاح في ضمان وصول أكبر قدر من الدعم المادي والعتاد الحربي ناهيك عن المناصب الحكومية بدءً برئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر والذي كان رئيس لجنة الواسطة الرئاسية الموفدة الى صعدة من قبل هادي، والذي كان عبدالملك المخلافي وعبدالعزيز جباري ايضاً هما عضوي اللجنة الرئاسية المكونة من ثلاثتهم وتم تعيين المخلافي نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للخارجية وجباري نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للخدمة المدنية.

تم كل ذلك ضمن خطة محكمة نسجها محسن وحزب الإصلاح من إجل ضمان إزاحة بحاح كون حكومته هي التي شددت القرارات الأممية على شرعيتها الى جانب شرعية هادي، تجاهلوا ذلك لأن بحاح لم يعمل حسب ما تقتضيه مهمة ورغبة محسن وحزب الإصلاح لذا تعمدوا تشويهه ومن ثم اقالته.

اما بالنسبة للمخلافي تم انتقاءه لكي يمرر التعيينات في السلك الدبلوماسي بما يضمن نفوذ حزب الإصلاح، وفعلاً تم ذلك وصدرت تعيينات للعديد من السفراء والوزراء المفوضين في السفارات والملاحق السياسية والثقافية والإعلامية جمعيها من كوادر حزب الإصلاح، وكانت قطر مساهمة في ذلك من خلال رعاية وتمويل الخارجية اليمنية والتي كانت قطر متكفلة بدفع ميزانيتها.

اما بالنسبة لعبدالعزيز جباري فأنه تم اختياره لكي يشرعن لهم بناء قوات عسكرية تحت مسمى الجيش الوطني الذي يُقدر إن نسبة 45% من قوامه هم موظفين في الخدمة المدنية التي تُسند وزارتها لجباري، ولهذا الغرض تم ذلك وشُرعت كشوفات تكتنفها حالتي الوهم والازدواج الوظيفي الى جانب الحضور الحزبي الكبير لأعضاء حزب الإصلاح وانصارهم وحلفاءهم ضمن ما يُسمى الجيش الوطني الذي يفتقر لمعيار الوطنية والعسكرية والقوام الحقيقي حيث لا تتجاوز القوة الفعلية ثلث ما تضمنته الكشوفات التي تضم ما يقارب 400 الف...!!

 

عندما تحقق كل ذلك بداء محسن و حزب الإصلاح أي كيان منظومة الإخوان الذين تعمدوا استنزاف التحالف على كافة المستويات التي رافقتها حالة ترويج بشكل فضيع لمجاعة تهامة وداء الكوليرا بشكل هيستيري هدفه نقل صورة تسيء لتحالف وفي نفس الوقت استدراره مالياً.

وعندئذ بداء حزب الإصلاح ومحسن يطمأنوا الى تحقيق مرادهم الذي تم بناءً على أتفاق مع الحوثيين برعاية اللجان الرئاسية ضمن خطة محكمة لتدمير قوات صالح من جانب ومن جانب آخر كما اشرت اليه سابقاً والذي يأتي في سياقات المؤامرة القطرية والتركية والإيرانية إزاء المملكة والإمارات التين خاضتا حرباً وفق اندفاعات عروبية وفزعات الفرسان المشبعين بالقيم العربية والإصالة والأخلاق.

 

لكن ذلك حدث في زمن السياسة التي مارسها يمنيين محزبين ومرتبطين بتنظيمات دولية متطرفة تشكل خطر وتهديد على المجتمع المحلي والإقليمي والدولي برمته.

 

لذا نجد حزب الإصلاح ومحسن وحلفاءهم اليوم أكثر أمتعاضاً من حضور التحالف وإن ابدو العكس من خلال تصريحاتهم الا أن لدي ما يثبت صحة موقفهم الذي تم بناءه على عاملين.

 -الأول يرى حزب الإصلاح ومحسن وحلفاءهم أنه اصبح لديهم قوة عسكرية وترسانة حربية وخزائن مالية بعد ان تم تغيير المعادلة العسكرية بفضل التحالف الذي دعم وكان له الفضل في تحجيم مليشيات الأنقلاب وتدمير آلياتها ودفاعاتها ومخزونها الحربي الكثيف.

وهذا ادى الى رغبتهم في الحد من دور التحالف الذي يشدد على ضرورة الحد من الفساد وعدم ممارسته ويؤكد على اهمية بناء مؤسسات وطنية واستتباب الأمن وإنهاء حالة الملشنة والحزبنة داخل مؤسسات الدولة وإدارة السلطة والموارد بشكل سليم وجيد من خلال الكفاءات ذوي الاختصاص وعدم حشر سياسة المرشد والخلط بين العمل السياسي الحزبي والعمل الإداري ضمن أجهزة الدولة المدنية وتجريم حضور ذلك في المؤسسة العسكرية وهذا ما لا يريده تكتل الإخوان وحلفاءهم الذين يختلفون مع الحوثي في الشعارات ويلتقوا معه في الممارسة والسلوك.

-الثاني: يأتي امتعاضهم من التحالف في سياق ارتباطهم بالسلطة القطرية التي كانت حلقة الوصل ورائدة المخطط الذي جمع الحوثية بنخبة الشرعية وحزب الإصلاح.

ولمن يشكك في صحة ذلك يعود لتغريدات طامح التي رافقت تحركات الحوثي من دماج وصولاً الى صنعاء والتي كانت تلك التغريدات تروج أن ذلك مخطط برعاية سعودية وإماراتية لضرب الإخوان، الذين اقنعوا قواعدهم الشعبية بالانسحاب الكلي وعدم اعتراض الحوثية متحججين بهذا المخطط الذي تبناه طامح الأخواني وهو  مغرد من الدوحة.

وما أن انطلقت عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 عندها أعلن حزب الإصلاح تأييده للعاصفة في 3 ابريل 2015 الا يعني ذلك زيف ادعاءات المؤامرة السعودية الإماراتية يا حزب الإصلاح.!!

 

هذه جزء من حبكة وفي المقابل كانت هناك اتفاقات مع المؤتمر من قبل بعض دول الإقليم لكن الحوثية ورعاة المؤامرة كانت حبكتهم أخبث لأنها تهدف لبعث صراع طائفي دخيل وقد ساهمت قطر في ذلك من خلال اقناع حزب الإصلاح بميلاد المحور السني كمشروع وحيد لمجابهة المحور الشيعي وكل ذلك يندرج ضمن مخططات تستهدف العرب إنسانهم والأرض والأنظمة والهوية.

................................................................

         لمتابعة قناة الرصيف برس على تيلجرام

 https://telegram.me/alraseefpress

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس