وداعاً بروفسور أمين أمثالك لا يموتون

الاثنين 20 يناير 2020 - الساعة 02:42 صباحاً

وغني عن البيان أن الفقيد يعد اهم طبيب وجراح يمني في تخصص المخ والأعصاب والعمود الفقري .ممن أثروا الساحة الطبية وأشعلوا شموعاً مضيئة وسط عُتمة الظلام الدامس في  هذا المجال، وكان يتمتع بقدر عال من الشعور بالمسئولية لا يفرط بمهامه قيد أنمله ويؤديها بانضباط رفيع المستوى حتى أصبح مثالاً يحتذى به في الوسط الطبي في شغل الوظيفة العامة كعضو هيئة التدريس كلية الطب بجامعة صنعاء، كما تمتع الفقيد بشخصية تثير من حولها الود والاحترام والشعور بالثقة والاطمئنان ، محباً لوطنه مخلصاً لأهله وأصدقائه ومهتماً بقضايا مرضاة التي آمن بها وأفنى عمره العزيز من أجلها حتى النفس الأخير .

حق لمن عرف الفقيد عن قٌرب أن يحزن ويتألم لهذا المصاب الجلل، فقد مَثَّل رحيله خسارة وطنية كبيرة بكل ما تعنيه الكلمة من أبعاد، وسيظل طلابه ومرضاة وزملائه ومحبيه وكل الشرفاء من أبناء هذا الشعب  يتذكرونه من خلال ما قدمه من عطاءات وإنجازات في المجال الطبي فالسيرة العطرة للراحل مليئة بالأحداث والمواقف والإنجازات. لم أره يوما إلا طيب القلب مبتسما مع كل من يقابلهم وزملائه ومع الكثيرين .. لم أره إلا مبتسما ناصحا لكل من يتحدث معه .. لم يتردد يوما في تقديم الخدمة والاستشارة الطبية ..

برحيله فقد الوسط الطبي اليمني واحدا من اهم الكوادر الطبية وفقدت اليمن وشعبها رمزا وطنيا ومناضلا كرس حياته في خدمة مرضاه وبالذات في هذا التخصص النادر 

 لم يتوقف عطائه أبدا, إذ اختتم حياته أستاذا جامعيا مرموقا وعالما جليلا وطبيبا بارعا وفوق ذلك إنسانا وديعا ودودا محبا يتحلى بأجمل الصفات الأخلاقية وأنبل المشاعر الإنسانية لن ننساه ما حيينا, كان لنا أخا وصديقا وأبا حزينون نحن لرحيلك لقد كان الفقيد تميز بشخصيته متواضعة  ، كما كان أب حنوناً لطلابه خارج الجامعة  يوجههم ويرشدهم ويتابع مسارهم التعليمي ومستقبلهم العلمي وأبحاثهم العلمية  كما أمد طلابه بالكثير من أضواء فكره وزَخَم قِيَمِه وَرُؤاه الناضجة ، ومبادئه العظيمة .

عزاؤنا في الفقيد أنه زرع الثقة في كل موقع عمل طبي عمل به ومعه، وحاز على أكبر وأعظم مكانه في قلوب طلابه ومرضاة وزملائه وجميع من عرفوه أو تعاملوا معه، ولن نقول في الفقيد أكثر مما قاله الشاعر الكبير أمل دنقل حيث قال:

لقد كنت نبراساً وألقاً مزمجراً

وكتاباً عطر الحروف والمعاني

وتاجاً مرصعاً بالعقل والمنطق والجمال

وستبقى كنسمة عليلة من زمن المحبة .

وفي المجال السياسي فقد أنخرط الفقيد في العمل السياسي في منتصف السبعينات

لذلك كانت كثيراً من مواقفه السياسية حاسمة في الغالب يُعْلِي فيها المبادئ والقيم على المكاسب والمغانم، كان واحداً من المناضلين الذين لا يفكرون بالمجد الشخصي ولا تغريهم المناصب القيادية أو المكاسب الشخصية، كما لم تُوهِن من عزمه المتاعب والمشاكل والصعوبات ، ذلك الإنسان الملتزم مع نفسه ومع مبادئه، لا يدعي ما ليس فيه ولا يكذب على الأخرين ولا يتقرب أو يتوسل لكبير أو صغير، لأغراض شخصية أو حزبية، لذلك فقد ظل محل تقدير واحترام الجميع

عزاؤنا بأن روح الفقيد باقيه معنا بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان شفافة، وأخلاق عالية، وقيم باقية، لتمنحنا الأمان والثقة وتنير لنا طريق المستقبل.

كلما فكرت في حياة هذا الرجل أصابتني الدهشة لمسيرته الحياتية المتعددة الجوانب لقد شكل رحيله المبكر فاجعة كبرى لكل أبناء هذا الشعب والوطن،

لقد كان الفقيد بحق شخصية وطنية عامة، عكس رحيلها اجماعاً وطنياً، تمثل بتلك الكوكبة من الشخصيات الوطنية السياسية والوجهات الاجتماعية ناهيك عن الكثير من أبناء الشعب  بمختلف شرائحهم الاجتماعية الذين جاءوا لتشيع جنازته ولحضور فعاليات الدفن لجثمانه الطاهرة وتقديم واجب العزاء

وبغيابه الأبدي نكون قد ودعنا مناضلاً حقيقياً في ساحة العطاء الطبي محنكاً وشخصية اجتماعية كبيرة جمعت حولها كل المتناقضات الخصوم قبل الاصدقاء والزملاء والاحباب كانت جنازته شاهداً على ذلك حيث جَمَعَتْ ما صَعُبَ على الاخرين جَمْعُه في حياتهم كلها.

ايها البروفسور

لماذا تفعل بنا ما فعلت هذه اللحظة ،لماذا لم تخبرنا بموعد المغادرة ....؟!

لقد خذلتنا هذه المرة يا أعز الرجال ورحلت دون سابق إنذار ودون وداع يليق بك وتركنا وحيدين هنا ننتظرك بشوقاً ولهفة ونترقب رجعوك

سلاما عليك وعلى روحك الطاهرة والرحمة والمغفرة سلاما عليك في الأولين وفي الآخرين من يومنا هذا إلى يوم الدين

سلاما عليك يوم ولدت ويوم وفاتك ويوم تبعث حيا وأنا لفراقك يا أعز الرجال المحزونون

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس