الحمادي واللواء 35 .. العقبة الأخيرة بوجه شهوة الاخوان للسيطرة على حاضر تعز وماضيها

الاحد 13 أكتوبر 2019 - الساعة 03:27 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

photo_--_--_1.[2]


ما بين منتصف عام 2014م ومطلع العام 2015م ، كانت جحافل الحوثي تبتلع المدن والمحافظات من عمران شمالا الى أن أطلت على بحر العرب من شرفة قصر المعاشيق بعدن.

 

ابتلعت جحافل الحوثي القادمة من غبار التاريخ الامامي ، كل شيء في طريقها بعد ان عبدت لها ألوية الجيش آنذاك الطريق وتحولت الى ما يشبه فرق الشرف التي تصطف عند سلم المطار لأداء التحية العسكرية وقرع الطبول لتحية رئيس او ضيف ما يزور البلد.

 

كان مشهدا معتما وقاسيا بلغ ذروته حين سقط وزير الدفاع اسيرا بيد هذا الجيش ليسلمه الى مليشيات الانقلاب الحوثية ، واختتم المشهد باحتفال هذه المليشيات بنشوة نصرها من داخل قصر المعاشيق بعدن العاصمة المؤقتة التي فر منها الرئيس ودولته.

 

نشوة دفعت بأحد عناصر الحوثي واقفا من داخل القصر ويشير باتجاه بحر العرب ويهدد بالزحف الى قصور الرياض والبيت الأبيض الأمريكي.

 

لكن وسط هذا الظلام ، كانت هناك بقعة ضوء وأمل عجزت جحافل الحوثي عن إطفاءها وطمسها بالأسود.

 

بقعة رغم صغر مساحتها الان الا ان قيمتها المعنوية وتأثيرها جعلت بصيص الضوء الصادر في كل هذا الظلام ، اشبه بنجم يلمع في السماء يهدي الى الطريق.

 

انها تعز، المدينة التي عجزت جحافل الحوثي عن دخولها ، بعد ان تنبهت مبكرا لها وأعدت لها العدة ، فكانت استثناءا عن الجميع ، وسطرت لها تاريخ مشرف.

 

لكن ذلك لم يكن ليحدث لولاء أن فتية آمنوا بأنهم جنود للوطن ولأبناءه وهم من يمنحون شرعية الحكم وينزعونها ، فكان قرارهم بأن الشرعية لا تزال لهادي وان تعز محرمة على الانقلاب الذي خرج ابناء تعز عن بكرة ابيهم في مسيرات رافضة له وترفض ان تكون تعز نقطة عبور لاجتياح الجنوب.

 

اتخذ هؤلاء الفتية قرارهم الصعب وهم يدركون بأنه ضرب من الجنون حينها ، فكيف لهم وهم لا يتجاوزون قوام كتيبة ان يعلنوا ولاءهم للرئيس هادي في الوقت الذي تساقطت فيه عشرات الألوية بكل عتادها وعديدها وارتمت تؤدي فروض الطاعة للحوثي ؟!

 

تلك قصة افراد اللواء 35 مدرع وقائده عدنان الحمادي، الذي قرروا في مارس 2015م ان يكسروا المشهد ويعلنوا ذلك من داخل مقر اللواء ، في غرب المدينة ، كانت يومها حشود الحوثي تتوافد على تعز وتتحدى ابناءها المحتشدين في الشوارع الرافضين لها ، والرافضين لاجتياح الجنوب ،وتوغل فيهم قتلاً بدم بارد.

 

حصد افراد اللواء اولى ثمار تحديهم للمليشيات ، بقطع رواتبهم ، لم تكن هذه الا البداية ، فكان لا بد من تأديبهم على خروجهم عن مشهد الخنوع والذل.

 

حشد مليشيات الحوثي جحافلها ، فقد رأت ان التأديب يبدأ بإسقاط مقر اللواء مهما كانت التكلفة وبأي ثمن ، فكيف لهم ان يتمردوا على قوة اسقطت العاصمة صنعاء والعاصمة المؤقتة عدن وكل ما بينها من مدن وألوية.

 

ولـ 18 يوم كان مقر اللواء بالمطار القديم مسرحاً لأعنف المعارك لم تشهد لها تعز مثيلا ، صمد فيها عناصر اللواء في وجه مليشيات تفوقهم عددا وتسليحها وإمدادا ، كانت ترى في ان اسقاط هذا المقر ارضاءا لكبريائها واسقاط لتعز تحت هيمنتها.

 

هدف كان يدركه قائد اللواء مبكرا ، الذي ايقن ان المعركة لا يجب ان تكون معركة اللواء فقط بل معركة تعز ، وان حماية تعز المدينة من السقوط اهم من حماية مقر اللواء.

 

فكان القرار التاريخي الذي قلب الموازين وغير مجرى الاحداث تماما ، فقد جعل الحمادي المعركة معركة تعز وليست معركة مقر اللواء.

 

قرر الحمادي ان يفرغ المعسكر من عتاده الثقيل والمتوسط الى وسط المدينة وان لا يبقي فيه الا ما هو للدفاع لأطول قدر ممكن ، ابقى الحمادي  داخل المقر على 4 دبابات فقط من اصل 12 ، وأمر بنشره الباقي 8 دبابات في مواقع داخل المدينة للدفاع عنها.

 

نشر الحمادي عناصره مع عتاد ثقيل في أهم المواقع داخل المدينة وعلى رأسها جبل جرة ، عصيفرة ، الستين ، وادي القاضي ، المرور ، مع تسليح 500 فرد لدعم هذه المواقع.

 

كان يدرك الحمادي حتمية سقوط مقر اللواء بيد الحوثي ، وان الأهم ان توجد هناك مساحة محررة داخل المدينة تشكل نواة لتجميع اللواء ولمقاومة مليشيات الحوثي.

 

في أواخر ابريل 2015م ، كان مقر اللواء قد سقط بعد 18 يوم من المعارك العنيفة ، كان اخر 48 ساعة متواصلة بدون توقف ، سقط نصف من كان داخل المقر بين شهيد وجريح.

 

انسحب الحمادي مصابا في قدمه وما تبقى من افراده الى داخل المدينة التي بقي ما يزيد عن ثلث مساحتها تحت سيطرة افراد اللواء مدعومين بعناصر المقاومة وبعتاد اللواء الثقيل .

 

صمدت هذه المساحة - التي انتشر فيها اللواء - بوجه مليشيات الحوثي وشكلت كما ارادها الحمادي نواة للصمود والمقاومة ولم تسقط بيد المليشيات باستثناء ما تم التخلي عنه بطريقة غريبة كشارع الستين الذي تولى القيادة فيه صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا والذي انسحب منه بطريقة مفاجئة بعد اشهر بسيطة.

 

شكلت هذه المساحة لاحقا منطلقا لتحرير المدينة ومديريات ريف تعز ، والذي كان للواء 35 وقائده عدنان الحمادي الدور الأكبر والابرز.

ما سبق لمحة بسيطة عن بدايات الحرب والمقاومة في تعز ، احتجنا للعودة لها في ظل الهجمة الشرسة التي يواجهها اللواء 35 وقائده من قبل مطابخ الاخوان القذرة.

 

حملة وصلت في قذارتها الى تزييف التاريخ ، بأن يهاجم أحد ابواق هذا الجماعة العميد عدنان الحمادي ويحاول تغطية حقيقة دوره الهام في الدفاع عن تعز وانه صاحب الفضل في وجود نواة للمقاومة.

 

بكذب الحاقد يقول هذا البوق بأن وصف الحمادي بأنه صاحب الطلقة الأولى بتعز، هو ( أكذوبة )، ويزعم بأن اللواء قام على اكتاف "المدرسين".

 

يحاول هذا البوق ان يناطح برأسه حقائق شامخة وصلبة كالجبال ، حتى وان سال دمه فقط لإعلاء شأن هؤلاء القادة "المدرسين" من جماعته.

 

ورغم ان قادته "المدرسين" قد عاثوا بالجيش فسادا بعد ان سيطروا على قيادة المحور و7 ألوية سلموا لها اغلب المواقع المحررة من قبل اللواء 35 ، ومنذ 3 سنوات وهم يضيقون على اللواء ويقتطعون في كل فترة منه افرادا ومواقع.

 

الا ان حقدهم وشعور النقص تجاه اللواء وقائده ،لم يشبع هوس السيطرة والاستحواذ لديهم ، ولن ينطفئ الا بالتخلص منهما.

 

وما احداث التربة الا دليلا على ذلك ، حيث تحشد جحافل مليشيات "المدرسين" قواتها للانقضاض على اللواء والتخلص منه بكل السبل فهو بنظرها حجر العثرة الوحيد امامها لفرض سيطرتها على حاضر تعز وحتى ماضيها.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس