نسفت المواجهات التي شهدتها مدينة تعز اليوم مزاعم الحملات العسكرية التي تشنها قوات المحور الخاضعة للإخوان تحت مبررات الأمن وملاحقة المطلوبين.
فالمواجهات التي شهدتها مدينة تعز اليوم وخلفت نحو ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى ، جرت بين مجاميع مسلحة يقودها اشهر مطلوبان امنيا في تعز.
حيث دارت المواجهات اليوم بين مجاميع مسلحة يقودها كل من غدر الشرعبي وغزوان المخلافي اشهر مطلوبان للأمن في تعز ، على ذمة عشرات الجرائم والاعتداءات.
كما ان المجاميع التي يقودها كل من غدر وغزوان هي مجاميع تابعة للألوية التي ينتميان لها وتحديدا اللواء 22 ميكا واللواء 170 دفاع جوي وهي الوية تابعة للمحور وجميعها تحت سيطرة جماعة الاخوان المسلمين.
أي ان مواجهات اليوم التي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ، هي في حقيقتها بين فصائل داخل جيش الشرعية بتعز والذي تسيطر عليه جماعة الاخوان.
اللافت ان هذه المواجهات جرت اليوم في الوقت الذي كانت تشهد فيه مديرية جبل حبشي حملة عسكرية شرسة بأطقم ومدرعات ودبابات المحور تحت مزاعم فرض الأمن وملاحقة المطلوبين أمنيا.
والمطلوبين هنا – بحسب مصادر- او المطلوب امنيا تحديدا هو مدير أمن المديرية العقيد/ توفيق مهيوب الوقار ، على خلفية اعتراض قواته يوم الجمعة الماضية لشاحنات تحمل مواد مهربة قادمة من مناطق سيطرة الحوثي نحو مدينة تعز وبحماية قوات الشرطة العسكرية التي يقودها العميد محمد سالم الخولاني.
اعتراض الوقار لهذه الشحنات المهربة حرفتها جماعة الاخوان الى الادعاء بانها محاولة منه لإغتيال الخولاني ، كما زعمت في اليوم التالي بانه حاول أيضا اغتيال مدير مكتب الضرائب.
لتصبح هذه الذرائع مبررا كافية لقيادة المحور الاخواني لإرسال حملة عسكرية ضخمة لاقتحام مبنى إدارة الأمن بمديرية جبل حبشي وانتزاع النقطة التابعة لها في المفرق والواقعة على الطريق الرابط بين مدينة تعز ومدينة التربة.
وبحسب اخر المعلومات فقد تمكنت قوات المحور من اقتحام مبنى إدارة الأمن بعد مواجهات عنيفة مع افراد الأمن خلال الساعات الماضية.
ومع بطلان الذرائع للحملة التي قادتها قيادة المحور الاخوانية ، فقد نفت مصادر مقربة من المحافظ ورئيس اللجنة الأمنية نبيل شمسان بشكل قاطع إصداره أي توجيهات بإرسال حملة عسكرية الى إدارة الأمن في جبل حبشي.
المصادر اكدت بأن المحافظ وجه برقية لوكيل المحافظة لشؤون الدفاع اللواء عبدالكريم الصبري بتشكيل لجنة برئاسته وعضوية مدير الاستخبارات ونائب مدير الامن انيس الشميري، ورئيس قسم الاعتداء والقتل في البحث الجنائي لتحقيق حول مزاعم ما تعرض له قائد الشرطة العسكرية ومدير مكتب الضرائب في نقطة جبل حبشي.
هذا النفي يعد نزعا لشرعية الحملة التي تشنها قيادة المحور ضد إدارة الأمن في مديرية جبل حبشي ، وهو ما يعيد بالذاكرة الى الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة التربة ومناطق الحجرية الشهر الماضي.
حيث شنت مليشيات الاخوان حملة عسكرية تحت غطاء الشرطة العسكرية بمزاعم اختطاف احد افراد لجان تحصيل الضرائب ، وعقب الافراج عنه تحولت هذه الحملة لاحقا الى حملة اقتحام لمدينة التربة بدعوى ملاحقة مطلوبين امنيا كمبرر لاقتحام الحجرية.
وكما حدث في الحملة ضد الوقار كشفت وثائق رسمية عدم توجيه المحافظ لهذه الحملة بل وإصداره لتوجيه صريحة الى قيادة الشرطة العسكرية والمحور بسحب الحملة من مدينة التربة ، وهو ما تم رفضه والتمرد عليه.
هذا الرفض والتمرد كشف حقيقة ان تحركات الجيش والأمن في تعز تدار بعيدا عن رأس السلطة الشرعية ، وباتت مسخرة لصالح تنفيذ مخططات جماعة الاخوان في السيطرة على المناطق المحررة في تعز بالكامل.
ولم يعد ذلك مجرد اتهام وتحامل ، بل صار حقيقة أكدتها التسجيلات المسربة للقائد العسكري الفعلي في تعز العميد عبده فرحان سالم مستشار قائد المحور الذي أعلن بوضوح عن خطط جماعته في تعز وفرض السيطرة عليها وعدم السماح بتكرار ما حصل في عدن.
سالم أكد سيطرة مليشياته على مدينة التربة بشكل ساخرا بقوله ان " رجال الله سيطروا على التربة بعد صلاة الفجر ... كتيبة اجت من تعز وكتيبة اجت من طور الباحة".
مستشار قائد المحور لم يبرر هذه السيطرة بمزاعم الأمن او ملاحقة المطلوبين ، بل قال بانها كانت " عملية استباقية " ، مؤكدا على فرض السيطرة الكاملة على تعز ومتوعدا من يعترض طريقه و" يكثر بها .. شنخبطه سريع " ، في تهديد أعاد للأذهان حادثة اغتيال الشهيد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع.