الإمامة السافرة والإمامة المقنعة
الخميس 20 أغسطس 2020 - الساعة 06:25 مساءً
نبيهة سعيد
مقالات للكاتب
لن يتم إجتثاث الإمامة واذيالها التي لازالت ممارساتها حاضره في الواقع حتى اليوم رغم مرور عقود على أحداث سبتمبر عام 1962م إلا بإجتثاث الإمامة بكل صورها واشكالها ووضع جداً لها سواءً أتت بصوره:
سافره تمثلها الزيديه الدينية الهاشمية مثل الائمة ثم الجماعة الحوثية وهؤلاء يعبرون بصوره واضحه دون لف أو دوران عن نزعة جامحة غالبة ضاربه اطنابها وهذه النزعة ترفض أي رؤية للحكم أو مشاركه فعليه ندية للسلطة تأتي من خارج شمال الشمال، الإمامة السافرة عدو واضح لا يمتع بدعم واسع خارج معاقله التي يقاتل بها ومن اجلها.
مقنعة مستترة تمثلها الاجنحة العسكرية المشيخية الذين حكموا بعد أحداث سبتمبر عام 1962م وحتى أحداث سبتمبر عام 2014م وهؤلاء يعبرون عن نفس النزعة الجامحة ولكن بصورة مستترة مقنعة تختبىء خلف غطاء الجمهورية والثورات وغثاء لا ينتهي من المنجزات الوهمية وبعض هذه الاجنحة تعمل تحت غطاء ديني سني من اجل السيطرة والتحكم بالمناطق التي تعاني من ظلم مزمن لذا تملك الإمامة المقنعة حضور واسع خارج معاقلها.
كل من الإمامة السافرة والإمامة المقنعة تُزين واجهتها ببعض الوجوه المدنية من كافة التيارات من اجل التدليس وذر الرماد على العيون في مجتمع يسوده الجهل والتخلف والفقر وغياب الوعي والهوس المرضي الأعمى بالشعارات والاوهام الفارغة وتتصدره نخب تابعه منافقه ومتزلفة.
الفرق بين الإمامة السافرة والإمامة المقنعة يكمن في الاسلوب والنهج والطريقة ولكن الهدف والمضمون واحد في نهاية المطاف.. احدهما يتعصب لشمال الشمال من منطلق طائفي والاخر يتعصب له من منطلق من منطلق فئوي مناطقي وخلال الأحداث والإنتفاضات وعندك الشعور بأي خطر يُهدد مصالحهما تجدهما يركبون موجة هذه الأحداث ويتصدروها من خلال ادواتهما القذرة من اجل تأميمها في نهاية المطاف من اجل خدمة مصالحهما واهدافهما.
أدارت كل من الإمامة السافرة والإمامة المقنعة اليمن بأدوات العصابة لا بأدوات الدولة ووظفتا كل اليمن واستنزفته في حروبهما الداخلية والبينية وصراعهما المزمن حول تقاسم السلطة والثروة ورغم كل ما يبدو عليهما من مظاهر العداوة إلا انهما يديران صراعاتهما ومصالحهما بحيث لا ينازعهما ويشاركهما الغنيمة احد من خارج الجغرافيا إلا بصوره شكليه صوريه من اجل التدليس وإضفاء طابعاً وطنياً مزيفاً على الواجهة القبيحة للحكم وكلا العصابتان تجمعهما مصلحه مشتركه تتلخص بغياب الدولة الضامنة لمصالح جميع اليمنيين دون إقصاء وتهميش احد بغض النظر عن إختلاف الأطياف والمكونات.
التدخل ضد الإمامة يصب لصالح اليمن ولكن ضد الإمامة بكافة أشكالها وصورها سواءً أتت بصورة سافرة أو أتت بصوره مقنعة، ولكن الجوار الاقليمي وعلى رأسهم السعودية ليس من مصلحتهم إجتثاث معضلة اليمن المزمنة بشقيها الإمامة السافرة و الإمامة المقنعة لذا استغلوا هذه المعضلة واداروها واستثمروها من اجل الحفاظ على مصالحهم وتحقيق اهدافهم .