صراعات تذوب وترتعش خجلاً أمام سطوة المصالح

الثلاثاء 17 أغسطس 2021 - الساعة 08:52 مساءً

ب والصراعات المتلاحقة سببها المعضلات المزمنة الضاربه اطنابها في عمق تاريخ المنطقة وبالذات في البلدان الرخوة والهشة ذات النسيج الداخلي المهترئ مثل اليمن، فهذه الصراعات ليست طارئه كما يروج البعض فقط توارت مؤقتاً خلال فترة مد وصعود الشعارات الوطنية والقومية واليسارية التي دغدغت وخدرت المشاعر والعواطف حينها وفلحت في تجييش القطيع ولكنها لم تفلح في بناء دول واوطان تحتوي جميع الاطياف والمكونات فعادت هذه الصراعات بقوه وطفت على السطح في فترة صعود التيارات والحركات الدينية. 

 

 

 الانظمة المتعاقبة لم تُعالج المشكلة من جذورها بل تعاملت معها بخفه وإنتقائيه وإنتهازية وناوشتها من بعيد بما يعزز من مكانة الفساد والاستبداد ولم تجرؤ من الاقتراب منها من اجل إجتثاثها خوفاً من خسارة الجماهير الغفيرة، لذا ظلوا ولازالوا يخلقون المبررات والذرائع ولا يشيرون إلى الداء الحقيقي بشجاعه ووضوح لأن ذلك في الغالب يصطدم بالموروثات والقوالب الجامدة فيكون الهروب من المواجهة هو الحل لدى الغالبية.

 

 

صراعات لم تصنعها امريكا ولا حتى غيرها كما يروج البعض فقط تم إزاحة الغبار عنها وإستدعائها من اجل الحفاظ على مصالح وتمرير اهداف أستفاد منها الغرب و روسيا والحلفاء الاستراتيجيين في المنطقة وعلى رأسهم اسرائيل والديكتاتوريات الفاسدة المستبده .

 

 

الغرب و روسيا وكذلك دول وظيفية في المنطقة وحتى الشعوب التي تكتوي بنار هذه الصراعات ليسُ أبرياء في ما جرى ولازال يجري، الجميع مشارك في الطبخة وبدرجات متفاوتة فقط تذوقت معظم هذه الطبخة ودفعت تكاليفها المنطقة المهترئة وتعامل الجميع مع المعضلة بإنتقائية وإنتهازية وسياسة الكيل بمكيالين بما يخدم مصالح وتمرير اهداف يريدون تمريرها. 

 

 

الغرب عموماً وكذلك روسيا  يغذون دائماً هذه الصراعات عندما يستفيدون منها وتكون في صالح الاهداف التي يريدون تمريرها وطالما ظلت نارها بعيده عنهم ولا يكتوي بنارها سوى شعوب مغلوبه على امرها ليس لها وزن واعتبار في المعايير الدولية المزدوجة ولكن عندما يقترب نارها من مصالحهم وتُشكل خطر عليهم فهم لا يتساهلون معها على الاطلاق.

 

فلا يغرنكم زعيقهم وصراخهم وشعاراتهم الحنانة الرنانة التي تُرفع هنا وهناك وتسوق فقط من اجل حشد وتجييش قطيع الجهل والتخلف والتبعية والإنتهازية والفساد، فالخلافات بين هذه الحركات الدينية بشقيها السني والشيعي وبين الغرب وحتى روسيا ليست مبدئيه ولا إنسانية على الاطلاق بل خلافات تذوب وترتعش خجلاً أمام سطوة المصالح التي تفرض أجندتها على الجميع في نهاية المطاف.

 

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس