اكتوبر.. الانتصار والإنكسار
الاثنين 12 أكتوبر 2020 - الساعة 02:55 صباحاً
أمين شرف
مقالات للكاتب
11 اكتوبر من كل عام يفرض علينا أن نعود بذاكرتنا إليه مجبرين فقد حفرناه بالم وخلدناه يوما كئيب لايمكن نسيانه
نعيد اجتراره بحرقه ونعي حجم تأثيره علينا بمنتهى الإدراك والوعي ففيه استهدفنا ونال منا من لايطيب لهم أن نستقر ونبني بلادنا وفق مانراه ونحدده
ذلك التاريخ من العام 1977 اغتيل فيه الشهيد ابراهيم محمد الحمدي ليغتال معه مشروعنا ويصبح اغتياله اغتيالا لنا كيمنيين تنفس اعدائنا الصعداء فرسموا لنا مسارا جديدا لنسير عليه بإتجاه معاكس لبوصلة احلامنا العامة.
ونفذوا الى أهدافهم فينا كما أرادوا ونحن دفعنا ولانزال ندفع ثمن ذلك حتى اليوم فواتير باهضة ارهقتنا واوغلت فينا بلدا، وناس.
إبراهيم محمد الحمدي حالة تميز إلى أبعد مايكون التميز قائدا معجون بالولاء لليمن يسكنه حبها، وحالة استثنائية لم تتكرر
وللانصاف تفصلنا عن يوم اغتياله مايربو على أربعة عقود وبضع سنين خلالها لم يسجل أي تراكم يصب في المحصلة الوطنيه في أهم ما يمثل حاجتنا وبما يعكس حالة ولاء ترتكز على وعي وتمسك بتقافتنا الجمعيو اهم مؤشرات تقييم الحالة الوطنية رهان لارهان بعده.
إذ مع رحيله رحل كل حلم وغاب كل أمل وغادرنا الى غير رجعه مجرد الشعور بأن هناك من يؤمن ويعمل من أجل الناس والوطن تلك حقيقه لاينكرها الى جاحد ومكابر ولنا بواقع حالنا اكثر من دليل.
علينا كيمنيين اليوم إن وعينا وتعلمنا من الدروس مايرشدنا للإنتباه والالتفات لوطننا ومصالح أبنائه أن ندرك إن جريمة الاغتيال التي نفذت في 11اكتوبر1977 على تراب وطننا وفي قلب العاصمه تحولت الى لعنة التاريخ علينا احطنا بعدها بويلات وتوالت علينا المصائب ولاحقتنا النكبات وحاصرتنا مآسي تكاد تفتك بنا ونحن نمشي بلا هدى أو بصيره فلم نفهم أو نقف كشعب جحد تجاربه وشوه ومضاته المشرقة وسفه شرفائه ولم ينصف من عملوا من أجله.
كأننا لا نستحق غير كل مانعانيه من نكسات ونوائب ارهقتنا وجعلت مصير بلدنا مفتوحا على كل ماهو سيء.
فيما نخبنا وأحزابنا السياسيه وأصحاب الفكر يدورون بمجالات اخفاقاتنا
في وقت أصبح وطننا يحتاج كل من لديه الاستعداد ليخرج من ذاته من أبنائه الشرفاء ليعيدوا قراءة وادراك وتقييم تجاربنا الوطنية وفي المقدمة تجربة 13يونيو بما لها من تميز تفاصيل لتجربة وطنية تمثل جزء من تاريخنا تستحق أن توضع على طاولة أولوياتنا الوطنية.
ونقف على تفاصيلها بما حققته من انتصارات مختلفة الفتت العالم الينا بحراك تعاوني غير وجه ارضنا وبتجربة التصحيح المالي والاداري الذي اقتضته مرحلة التحول نفعا للناس وإعادة امل ارتباطهم بارضهم ، فكانت ثلاث سنين وبضعة اشهر مرحلة زاخرة بالتحول والنهوض فحققنا إنتاجا شاملاً بكافة مجالات حياتنا السياسية والادارية والتنموية والاجتماعية والعلمية والثقافية لتصبح حركة 13يونيو 74_77 م حركة يشهد لها بأنها كانت تاكيدا لحتمية ثورتنا المباركه 26سبتمبر62 و14اكتوبر63من خلال ترجمتها الفعلية لأهداف الثورة حقائق وتحولات على الأرض وحالة تفاعل استثنائية بين الإنسان وأرضه تفردا لايحجبه غربال.
مانحتاجه كيمنيين أن نعيد التفاتتنا لتجاربنا ففيها مايكفل لنا ان نتدبر خروجنا مما نحن فيه لنتعاطى معها بانصاف حتى نعيد احقيتنا بالحكمة اليمانية ونتجاوز جحودنا لأنفسنا ونكراننا لجزء هاما من تاريخنا تحت ذرائع رفض الاخر كثقافة تستوجب من الجميع الإنتباه إلى ذلك لانه يعني بالاساس رفضنا لأنفسنا في سياق الكل يرفض الكل
والوطن هنا يعبث بمصيره كثيرين ممن استهوتهم الفوضى لينبروا معلنيين مشاريعهم في بلد مخزونه وارثه فيه من التجارب ماتكفي لان يتقدم الصفوف كل المخلصين والحريصين والشرفاء قامات وطنية مؤمنة ومدركة لدورها ومن كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي شخصيات وطنية ممن اكتفت وسط الاوضاع الحالية بالتامل وترقب مايجري والانتظار فيما ماعاد في الوقت متسعا للانتظار.