سيتوارون خجلاً
الاثنين 12 يوليو 2021 - الساعة 04:42 صباحاً
نبيهة سعيد
مقالات للكاتب
من يصنفون أنفسهم هاشميين أقلية لا يستطيعون ارتكاب كل هذه الجرائم والموبقات ويعيثون فساداً دون مساعدة جليلة من اليمنيين انفسهم بسبب تشرذمهم وانقسامهم وإنبطاحهم وإقصاء بعضهم للبعض الأخر وإستعلاء بعضهم على البعض الأخر وإستقواء بعضهم على البعض الأخر وتذاكي بعضهم على البعض الأخر وبالذات من يرفضون أي تصور أو نهج للحكم مخالف لتصوراتهم ونهجهم ولديهم الإستعداد لقلب الطاولة على الجميع من اجل الحفاظ على تلك التصورات التي عفى عليها الزمن.
من يصنفون أنفسهم هاشميين لم يتمادوا في غيهم ويستمروا في ممارسة كل هذه السطوة والجبروت والعنصرية والإستعلاء وبهذا الشكل المفرط القبيح إلا في اليمن، حتى في بيئتهم الأصلية التي يدعون أنهم أتوا منها فقدوا الكثير من الزخم والسطوة والجبروت وليس لهم هناك هذا التغول والتمدد المفرط القبيح كما هو الحال في اليمن لأن اليمنيين يتنفسون أكسجين العبودية ويجري فيهم مجرى الدم في العروق وايضاً الرباط غير المقدس لازال قوياً لم ينفصم بعد بين من يصنفون انفسهم هاشميين وبين القبيلة وبالذات حيث تموضع مذهب الزيدية فالمرجعية هناك لازالت حاضره بقوه واتخذت عنصرية من يصنفون انفسهم بآل البيت هناك طابعاً سياسياً مقيتاً.
معضلة اليمن قديمه ومزمنه من قبل وجود الدولة السعودية وحتى أمريكا واسرائيل وايران والإمارات وقطر وتركيا وموزمبيق وبلاد الواق واق فقط هؤلاء يستغلون ويديرون الخلل المزمن الذي يعصف بالداخل من اجل خدمة مصالحهم وتحقيق اهدافهم وهذا من البديهيات والمسلمات في العلاقات بين الدول، ومن المعيب في حق اليمنيين بل إنتقاص وحط شديد وكبير من قدر ومكانة وشأن اليمنيين أن تعبث وتتحكم فيهم أقلية طفيلية كل تلك الفترة الطويلة في حين استطاع جوارهم في الجزيرة العربية والخليج تقليم اظافر تلك الأقلية المدعية التي ليس لها نفوذ سياسي قوي هناك كما هو الحال في اليمن والسبب الحضور الفاعل للدولة وتراجع دور القبيلة وإنتشار التنمية.
آل سعود أدركوا خطورة من يصنفون انفسهم بآل البيت على وحدة واستقرار مملكتهم لذا عملوا طوال سنوات حكمهم على محاربتهم وتقليم أظافرهم في مناطق سيطرتهم لذا ليس لهم نفوذ وسطوة هناك كما هو الحال في اليمن، ولكن في اليمن انتهج آل سعود سياسه مغايره فهم دائماً يكيلون بمكيالين عندما يتعلق الأمر باليمن وساعدهم على إنتهاج هذه السياسة المزدوجة عوامل داخليه في اليمن نفسها الى جانب عدم وجود قاده ونخب على مستوى التحديات الجسيمة وإن وجدوا يتم تغييبهم وتهميشهم وحتى قتلهم إذا أقتضى الأمر ذلك وكذلك غياب الدولة الفاعلة فالسعودية نفسها ظلت ولازالت تدعم وتعلف لعقود خلت مراكز قوى ونفوذ بحيث يضمن لها بقاء اليمن تابعاً ذليلاً وفي حالة صراع دائم بدلاً من دعم بناء دوله ذات مؤسسات وقانون.
السعودية ليس لديها خلافات عميقه مع الحوثيين فقد دعمتهم في الستينات ولم يهداء لها بال حتى ضمنت تقاسمهم السلطة مع الجناح الجمهوري المؤيد لها مع بقاء صعده منطقه مغلقه لهم خارج نطاق سلطة صنعاء الفعلية ولم تخوض الحرب وتتحمل تكاليفها إلا عندما نطوا من جيبها إلى جيب ايران وأصبحت ايران تهدد أمن حدودها الجنوبية.
وفي نهاية المطاف المرض المزمن مستوطن العقول اليمنية نفسها وعلاجه صعب وشاق وحتى الأجيال الصاعدة يتم تعبئتها من نفس العقول التي تعاني من المرض المزمن لذا كفى هروب وبحث عن شماعات لتعليق المثالب الكثيرة التي تجول وتصول وتتمدد بكل اريحية في عقول وأذهان غالبية اليمنيين وعندما تتوفر لديهم شجاعة نقد الذات ويتحررون من تلك المثالب أو على الأقل يعملون على محاصرتها والحد من خطورتها عندها يمكنهم الخروج من متاهتهم المزمنة.
من يصنفون أنفسهم هاشميين لديهم غطاءين ثقيلين هما الغطاء الديني والغطاء القبلي وعندما يُرفع عنهم هذين الغطاءين وتُبنى دوله مدنيه فيدرالية قائمه على أسس سليمه سيتوارون خجلاً ولن يتحقق ذلك إلا عندما يرتفع منسوب الوعي ويرتفع اليمنيين من القاع الى مستوى التحديات الجسيمة التي تواجههم